قدمت روسيا، يوم الخميس، تحليلاً لتقرير صدر عن آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن الحادثة التي شهدتها بلدة خان شيخون بريف ادلب في نيسان الماضي.
وقال رئيس قسم شؤون عدم الانتشار والرقابة على التسلح في الخارجية الروسية، ميخائيل أوليانوف في مؤتمر صحفي مشترك مع ممثلين عن وزارة الدفاع والصناعة والتجارة الروسية، ان "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تقدم للسلطات السورية عينات تم جمعها في خان شيخون، ما يمثل انتهاكا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية."
وصدر تقرير للجنة الأممية الخاصة للتحقيق في انتهاك حقوق الإنسان في سوريا، نشر في تشرين الاول المنصرم , اتهم من خلاله الحكومة السورية والجيش بارتكاب انتهاكات واستخدام غاز السارين في خان شيخون وإدلب وغاز الكلورين في إدلب وحماة والغوطة الشرقية .
واعتبر اوليانوف أن جودة تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا كانت "منخفضة جدا"، موضحاً ان "التحقيق جرى عن بعد كما هو الحال منذ سنوات، في مكاتب نيويورك ولاهاي، وكذلك على أراضي إحدى الدول المجاورة لسوريا, وكل هذا لا يمكن إلا أن يؤثر على نوعية التحقيق، والتي تبين أنها منخفضة للغاية".
وقالت اللجنة الأممية الخاصة بالتحقيق في انتهاك حقوق الإنسان في سوريا إنها توصلت إلى استنتاجاتها على أساس شهود عيان، فضلا عن دراسة صور الأقمار الاصطناعية وصور القذائف التي تم التقاطها بعد الهجوم في خان شيخون.
ووصف المسؤول الروسي تصرفات آلية الأمم المتحدة حول التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بانها تشبه "الأعمال التخريبية"، كما اعتبر أن ما حدث في خان شيخون كان مجرد" مسرحية"، موضحا أن عددا من "المصابين" وصلوا إلى المراكز الطبية قبل وقوع الهجوم، منوها إلى "اتساع حدقة عين الأطفال في الصور التي عرضها الطرف الأمريكي في مجلس الأمن الدولي مدعيا أنها تظهر أطفالا مصابين بغاز سارين، مبيناً أن استهدافهم بالسارين كان سيؤدي إلى تضييقها".
ومن جانبه، قال متحدث وزارة الدفاع الروسية خلال المؤتمر ذاته، أن العبوة المستخدمة في خان شيخون مصنوعة في ورشة صغيرة بقطعة أنبوب معدني وموضوعة على سطح التربة، مضيفا أن بعض الصور أظهرت اشخاصا بدون اقنعة خاصة يعملون بمكان الحادثة ما يدل على غياب السارين في الموقع.
وأكد المتحدث ان "المواد المقدمة لا يمكنها تأكيد استخدام سلاح كيميائي في خان شيخون بشكل قنبلة مقذوفة من الطائرة "سو-22" التابعة لقوات سلاح الجو للجمهورية العربية السورية".
وبين المتحدث أن الطائرة "التي حلقت يوم 4 نيسان 2017، في الفترة من الساعة 6:30 وحتى السابعة، على مسافة لا تقل عن 5 كيلومترات، تستثني أي إمكانيات فعلية لتوجيه ضربة إلى هذه المنطقة السكنية".
وأردف انه "في حال كانت المقاتلة تحلق وفق المسار الذي سجلته أميركا، المسار الذي عرض على الصور، فإنه من الناحية التقنية لا يستطيع ضرب خان شيخون. أي أن السيناريو الرئيسي للتقرير يتفتت، لأنه من الناحية التقنية لا يمكن القيام بذلك".
وسبق لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان اكد في 27 تشرين الاول المنصرم، ان تقرير لجنة التحقيق الدولية حول ما جرى في خان شيخون "استند الى شهادات مأجورة وشابته عيوب في أساليب التحقيق".
كما كان مدير إدارة حظر انتشار الاسلحة والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف أكد في وقت سابق ان التحقيق الذى تجريه آلية التحقيق المشتركة "غير احترافي" نظرا لرفض خبراء الالية اخذ عينات من قاعدة الشعيرات الجوية وتحليلها.
وكان نحو 80 قتيلاً سقطوا واصيب آخرين بحالات اختناق في خان شيخون بريف ادلب جراء هجوم كيميائي في 4 نيسان الماضي, تم تحميل السلطات السورية المسؤولية عنه، قامت واشنطن على اثره بقصف صاروخي لقاعدة الشعيرات العسكرية في ريف حمص.
سيريانيوز