عندما تفرض دول عظمى الحماية على دولة صغيرة مثل سوريا فانها ستسعى بكل تأكيد على تحطيم صورة أي "زعيم" فيها ..
قبل تسريب صور الرئيس الاسد وهو يجلس صاغرا امام وزير الدفاع الروسي في زيارته الاخيرة لقاعدة حميميم في اللاذقية ، كانت زيارة الاسد لبوتين تشرين الاول الماضي لروسيا ابتداءا من الطريقة التي نقل فيها لموسكو وانتهاءا بحضوره "اعزلا" ايضا امام الرئيس الروسي تفاصيل لا يفوت لضابط الاستخبارات المخضرم( بوتين ) ان يعرف ماذا يظهر وماذا يخفي منها ..
وحاول الاسد ان يحسن من صورته التي بات "الصديق" يعمل على هزها امام مؤيديه قبل العدو من خلال زيارة قام بها يوم الاحد الى مطار "مرج السلطان" في الغوطة الشرقية في ريف دمشق لتناول طعام الافطار مع بعض الضابط والجنود في الجيش النظامي ..
لتأتي الانباء اليوم بخبر استهداف "جيش الاسلام" لطائرة هليكوبتر بعد ساعات من الزيارة في ذات المنطقة التي انتقل اليها الرئيس ..
وقد يثير هذا الحدث التساؤول عما اذا كان الرئيس الاسد من كان في الطائرة ام ان الموضوع كان مجرد صدفة وان هذه الطائرة التي تم نشر صور رصدها وتفجيرها بالجو تنجز واحدة من الطلعات الاعتيادية ..
ومع انه من المستبعد ان يكون الاسد المستهدف في هذا الحدث ، الا اننا لا يمكن الا ان نفكر في هذه المصادفة .. ونتأمل كم ستؤثر على قرارات الرئيس المستقبلية عندما يريد ان يظهر "كبطل" مرة اخرى ..
ككل ديكتاتور في العالم فان "بوتين" لن يقبل بان يظهر "نجم" أي شخص اخر في منطقة يسيطر عليها هو .. وعلى ما يبدو انه ماض في تحطيم صورة "الاسد" عند مؤيديه .. وكان الصاروخ الذي استهدف الطائرة ان لم يستهدف الاسد فانه يستهدف صورته التي تهتز يوما بعد يوم حتى عند اقرب المقربين له واشد "المعجبين" فيه ..
ربما اسقاط الطائرة كان مجرد رسالة مفادها " انتبه لا يحق لك ان تاخذ دور البطل فحياتك لن تكلفنا اكثر من تسريب معلومة صغيرة"؟!..