علوم وتكنولوجيا
ساعة "لا جينية" جديدة تُحدث ثورة في قياس العمر
في إطار سعيهم لفهم تعقيدات الشيخوخة، توصّل الباحثون إلى طريقة قد تلقي الضوء على الأسباب الكامنة وراء هذه العملية البيولوجية، عن طريق تطوير نسخة جديدة من الساعات اللاجينية.
وبحسب تقرير نشره موقع ScienceDaily، تهدف هذه الساعات المبتكرة، المدعومة بخوارزميات التعلم الآلي، إلى التنبؤ بالعمر البيولوجي من خلال التدقيق في تعقيدات بنية الحمض النووي.
يشرح المؤلف الرئيسي فاديم جلاديشيف، أهمية البحث، إذ ركزت الساعات اللاجينية السابقة في المقام الأول على فك رموز العلاقة بين أنماط مثيلة الحمض النووي المرتبطة بالشيخوخة. إلا أنّ ما يميز هذه الساعة الجديدة هو قدرتها على التمييز بين التباينات الجينية التي إما تسرع أو تبطئ عملية الشيخوخة. ومن خلال القيام بذلك، فإنها تقدم فهمًا أكثر دقة للعوامل التي تؤثر على معدلات الشيخوخة الفردية.
ويكمن أساس هذا الإنجاز في الارتباط بين مثيلة الحمض النووي – وهي التغيرات في البنية الجينية التي تنظم وظيفة الجينات – وعملية الشيخوخة.
وتظهر مناطق معينة من الحمض النووي ارتباطات قوية بشكل خاص مع الشيخوخة. وفي حين أن خيارات نمط الحياة والاستعدادات الجينية تساهم في أنماط مثيلة الحمض النووي، إلا أن الساعات اللاجينية الموجودة حتى الآن فشلت في التمييز بين التغيرات المرتبطة سببيًّا بالشيخوخة وتلك المرتبطة بها فقط.
وقد طور الخبراء ثلاثة نماذج تشمل السبب، والضرر، والتكيف، تم تصميم كل منها للتنبؤ بالعمر البيولوجي بناءً على مجموعات مختلفة من عوامل الحمض النووي. كما تم تدريب النماذج والتحقق من صحتها باستخدام البيانات الجينية من آلاف الأفراد عبر مختلف الفئات العمرية؛ ما مكن الباحثين من رسم مواقع الحمض النووي التي تلعب دورًا سببيًّا في الشيخوخة البيولوجية.
تعمل هذه الخريطة الشاملة كأداة قيمة لتحديد المؤشرات الحيوية المرتبطة بالشيخوخة، وتقييم فعالية التدخلات التي تهدف إلى تعزيز طول العمر، أو تخفيف الأضرار المرتبطة بالعمر.
وتم التحقق من صحة هذه الساعات اللاجينية باستخدام بيانات من دراسات أترابية واسعة النطاق للقلب والشيخوخة المعيارية. وقد أظهرت الساعة أداءً واعدًا في تقييم العمر البيولوجي من خلال تحليل الخلايا الجذعية المعاد برمجتها وعينات من الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة أو أضرار مرتبطة بنمط الحياة.
سيريانيوز.