أثارت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تساؤلات حول هجوم فصائل المعارضة المسلحة على شرق دمشق, والذي بدأ ليل الاحد الماضي, كاشفة عن دور القوات الروسية "الحاسم" في إفشال هذا الهجوم, بالإضافة "للأعباء العسكرية" التي تقع على عاتقها خلال الازمة السورية, منتقدة القوات السورية "لعدم قدرتها على اتخاذ القرارات في الظروف التي تتطلب التغيير الحاسم في الوضع الناشئ"
وجاء في مقال للصحيفة ان القيادة العسكرية السورية ذكرت ان "وحدات من لواء الحرس الجمهوري الـ 105 استردت حتى صباح امس حي جوبر , بعد اتمام محاصرة جزء منهم والقضاء عليهم بالكامل, أما الآخرون فانسحبوا بعد تكبدهم خسائر فادحة, فيما استمرت المعارك بعد الظهر إلى الشمال من جوبر في بؤر منفصلة".
وبدأ الهجوم الذي شنته المعارضة المسلحة على دمشق, وفقا للمقال, ليل الاحد الماضي, حيث استخدمت "أنفاقا جرى إعدادها مسبقا، وتمكنت عبر هذه الأنفاق من زرع عبوات ناسفة ضخمة، مباشرة بالقرب من مواقع الجيش السوري. وبعد ذلك فورا جرى تفجير سيارتين مفخختين كان يقودهما اثنان من الانتحاريين، ثم بدأ المسلحون هجومهم".
لكن عامل المباغتة لم يساعد المسلحين هذه المرة، كما حصل في هجومهم على تدمر، بحسب المقال, لأن عناصر الحرس الجمهوري السوري تصدت للهجوم,وبعد وصول إمدادات إضافية إلى أرض المعركة، وسط عمليات قصف, الى ان انسحب المسلحين , بعد معركة دامت 16 ساعة".
وتساءلت الصحيفة, وكما هو الحال في تدمر, ماذا كانت تفعل وحدات الاستطلاع والاستخبارات العسكرية، ولماذا تمكنت أعداد كبيرة من التشكيلات المسلحة (لا يوجد حتى الآن رقم محدد حول عدد المهاجمين) ومع آلياتها التسلل والتقدم إلى العاصمة؟ لماذا تبين وجود أنفاق في دمشق تم إعدادها مسبقا من قبل المسلحين، وعلى ما يبدو كانت أنفاقا كبيرة؟, وهذه الحقائق المورَدة يصعب أن نحمِّل المسؤولية عنها للخبراء العسكريين الروس، حيث ان إجراء استطلاع شامل للكشف عن الأنفاق – ضربا من الخيال.
واضاف المقال "ما الذي يمكن قوله إذا كان الجنود يتركون مواقعهم بصورة ذاتية، حتى في أثناء المواجهات القتالية. والضباط القياديون بصعوبة بالغة يفهمون معنى الانضباط العسكري، وضرورة تنفيذ المهمة القتالية,والموقف نفسه يتخذه السوريون في التعامل مع الصيانة الدورية للمعدات والأسلحة؛ ما يتسبب في تلفها السريع, والحديث عن وحدات الدعم اللوجستي الخلفية في الجيش العربي السوري موضوع منفصل على العموم".
وتطرقت الصحيفة الى دور المستشارين العسكريين الروس في سوريا من حيث التدريب على كل شيء، وكشف الأخطاء والعيوب بلباقة بالغة, مشيرة الى ان التحرك الفوري، الذي أبدته الهياكل الإدارية للجيش السوري في التصدي لهجوم الإرهابيين، حدث بفضل دور المستشارين الروس".
واشار المقال الى ان "الجنرالات السوريين ليسوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم في الظروف التي تتطلب التغيير الحاسم في الوضع الناشئ, ولكن النجاح، الذي أحرزه السوريون على أرض المعركة هذه المرة، مدينون به على الأرجح لمقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية".
ولفت المقال الى ان "عبء العمليات العسكرية يقع على كاهل الحلفاء الآخرين للجيش العربي السوري من اللبنانيين والإيرانيين, ولكن يبقى الجنود الروس - الأكثر فعالية في العمليات القتالية في سوريا ، ( وعلى جميع المستويات – من التخطيط، الإدارة والإمداد وصولا الى النشاط القتالي للقوات).
ولا تزال المعارك متواصلة بين مسلحي المعارضة المسلحة والجيش النظامي, في محيط حي جوبر شرقي دمشق، بالتزامن مع قصف جوي مكثف استهدف المنطقة.
وبدأت المعارضة المسلحة منذ يوم الاحد عملية عسكرية في محيط جوبر بدمشق, في اطار المرحلة الثانية من معركة شرق دمشق, تخللها عمليات قصف مكف ومعارك عنيفة مع الجيش النظامي, وسط توارد انباء عن سيطرة الفصائل على عدة نقاط .
سيريانيوز