-

سقـوط ... بقلم : علي الأعرج

26.03.2016 | 00:57

أراكِ تَهجين الوجود
لا .. لا عتبٌ عليكِ
كُلّنا سنموت
توضئي بماءِ البصيرة
اقِطفي للحُبِّ فنجانَ صحوةً
تزيِني كأولِ خلقٍ ساعةَ الوضوح

 

اشتهي عنقودَ نهايةٍ سهل
ربما نحاول أن نَصُدق أو نصدّقَ
كذبنا ونحنُ نراوغ
من أين تأتي القوةُ
ونحنُ ضُعفاء النبض
نخطئ مراراً في مخارج النفس
نَسعلُ مرارة الوداع
نتجرع حصاد الألم ، والبرود المصطنع
 

 


قولي صباحَ الخير الآن
أرجئي ساعةَ الغياب قليلاً
سكت الشهود
تنصّلَ المارة عن تهمةِ النظر
تصلّب قرصُ الشمس
ضياؤك لازال يُبهر
وأنتِ في لحظةِ انطفاءٍ أخير

 


لا .. لا عتب
ارتبك النهار
سكينك قطّعت ساعاتهُ
انحسر ليلهِ بين الظلال
وظلمة الأبد
تبدّلت رياحَ الغريبِ شمالاً
انطفئ القمر
لا .. لا عتبْ

 


قولي مساءَ الخير
لنُعيد ترتيبَ الدهّشة
دّقت ساعة المدينة
من أيّ مفترقٍ ننتحر ..!
قولي مساءَ الخير
ليتعمّد النشيد
ليصطفَ العسكرُ على الحدود
لنُعيد تعريف الوطن

 


لنتدارك خُطط القصف اليومي
والتهجير الممنهج
بكاء طفل لا يعرف اتجاه الهرب
نُخبر القتلة .. لسنا سوى حالمين
ودودين ومسالمين
لا .. لا عتب

 


سنموت قبل قليل من الآن
الجميع لقّم بندقيتهِ
قلوبنا في مرمى الهدف
أحلامُنا اقترفت الذنب الأكبر
لا .. لا عتبْ
كم. غفرانٍ يلزمُنا لنُخبر الشهيد
أن يشفعَ لنا هروبنا
 

 


لا وطن يجمعنا
كأسَ صمتك قتل سكرتي
قبل الطلقةُ الأولى
انفعالك المتوازن
لا ريبة في الفراق
أراك عدماً هنا
غازية
قاتلة أنيقة

 


تتسلّلين من رغيف أُمّي
إلى مفتاح الذاكرة
تجمعين لغتي ، وحاجاتي الشخصيّة
ترميني بالحصى والشتائم الوطنية
تَقفُلين الأُغنية بدمعٍ خادع
تركُضين إلى حافة وهمي
وترمين نفسك من أعلى القلب
إلى قعر الطعنة الأولى
والبكاء المتشابه على وطن
لحظة صدامنا الاول
في مخيم اللاجئين ..



https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts