طهران: نراقب مراجعة أنقرة لسياستها الخارجية وتحديداً المتعلقة بمصير الأسد

قال مسؤول إيراني، يوم الثلاثاء، إن تركيا تقوم بمراجعة سياستها الخارجية فيما يخص مستقبل سوريا السياسي، مؤكداً بذل جهود ديبلوماسية لتجاوز الخلاف بين طهران وأنقرة حول مصير الرئيس بشار الأسد.

قال مسؤول إيراني، يوم الثلاثاء، إن تركيا تقوم بمراجعة سياستها الخارجية فيما يخص مستقبل سوريا السياسي، مؤكداً بذل جهود ديبلوماسية لتجاوز الخلاف بين طهران وأنقرة حول مصير الرئيس بشار الأسد.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان قوله إن "إيران تشاهد مراجعة أنقرة لسياستها الخارجية بخصوص المستقبل السياسي لسوريا"، لكنه دعا إلى التحلي بـ"الواقعية"، مقرا بأن تعديل موقف تركيا سيستغرق وقتا معينا.

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم دعا يوم الاثنين، طهران موسكو وواشنطن لـ "فتح صفحة جديدة" بشأن سوريا.

وتابع عبد اللهيان إن "الحوار الصريح والودي بين طهران وأنقرة لم ينقطع على مدى السنوات الخمس الماضية"، موضحا أن "المشاورات جرت على المستويين السياسي والدبلوماسي، بالإضافة إلى الحوار حول قضايا الأمن في المنطقة".

ولفت إلى أن "طهران بذلت في إطار الحوار مع أنقرة كل ما بوسعها من أجل مساعدة الأخيرة في وضع آلية تساعدها في لعب دور بناء في تسوية الأزمة السورية".

ورجح عبد اللهيان أن "تكون التحولات في سياسة أنقرة مرتبطة بالأحداث الداخلية الأخيرة، بما في ذلك عواقب الانقلاب الفاشل".

وشهدت تركيا في 15 تموز الماضي محاولة انقلاب عسكري فاشل، حيث قامت مجموعة من الجيش التركي بانقلاب عسكري للسيطرة على الحكم في تركيا ، ونجحت في السيطرة على عدة مرافق في الدولة واحتلت  بعض الشوارع الحيوية ، إلا أن الحكومة سيطرت ضبطت الوضع وأخمدت حركة التمرد, بحسب تصريحات لمسؤولين حكوميين أتراك.

وأردف علد اللهيان قائلا "أخذا بعين الاعتبار الخطط الأمريكية الفاشلة للإطاحة بالرئيس التركي المنتخب شرعيا، من الطبيعي أن يتوجه الرئيس أردوغان وفريقه إلى مراجعة السياسة الخارجية للبلاد واتخاذ الإجراءات الضرورية لذلك. ويتعلق ذلك، بالدرجة الأولى، بالمستقبل السياسي لسوريا".

وتابع عبد اللهيان "علينا، في الوقت نفسه، أن نكون واقعيين. على الرغم من زيارة أردوغان إلى روسيا واللقاءات التي انعقدت لاحقا على مستوى وزارتي الخارجية الإيرانية والتركية، يجب أن يمر وقت معين، قبل أن تصبح التغيرات المبدئية في النهج الخارجي لأنقرة واضحة للعيان. لكنني ما زلت متفائلا، وواثقا من أن مجمل التغيرات التي جاءت إلى العقيدة الخارجية لتركيا، ستصب في السلام والاستقرار بالمنطقة".

وكانت انقرة اتفقت مع طهران على وحدة الأراضي السورية وضرورة مكافحة الإرهاب, كما اتفقت مع موسكو على الية مشتركة لدعم التسوية السورية, وذلك بعد زيارة  قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى سان بطرسبرغ، أنهت فترة التوتر التي شابت العلاقة بين البلدين, إثر إسقاط تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية في تشرين الثاني الماضي.

وأوضح عبداللهيان أن الاتصالات بين تركيا وإيران شهدت تكثيفا منذ سنتين، حيث كنا نتبادل الوفود بشكل دائم، وإنني زرت أنقرة مرارا لإجراء محادثات. وكانت كل التحركات ترمي إلى إزالة الخلافات بين إيران وتركيا حول المسألة السورية على المستوى الاستراتيجي، والتوصل إلى نقاط تلاق".

وتابع أن نقطة الخلاف الرئيسية كانت آنذاك تتعلق بتباين آراء طهران وأنقرة حول المستقبل السياسي لبشار الأسد. واستطرد قائلا: "من أجل إزالة هذه الخلافات، بذلنا مع شركائنا الأتراك جهودا دبلوماسية هائلة".

يشار إلى أن تركيا تدعم فصائل معارضة سورية، وتقدم لها دعما مالياً وعسكريا، فضلا عن موقفها الرافض بقاء الرئيس الأسد في السلطة، والإصرار على عدم وجود أي دور له في مستقبل سوريا سياسياً، في حين تعتبر إيران من ابرز داعمي النظام في سوريا بالمجالات العسكرية والاقتصادية على حد سواء.

سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close