صالح مسلم: ضم الرقة لمناطق السيطرة الكردية "أحاديث دعائية لاصحة لها"

أكد رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلم،  إن ما نشر عن وجود مؤامرة لضم محافظة الرقة بعد تحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)  إلى مناطق السيطرة الكردية، "أحاديث دعائية لا صحة لها".

أكد رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلم،  إن ما نشر عن وجود مؤامرة لضم محافظة الرقة بعد تحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)  إلى مناطق السيطرة الكردية، "أحاديث دعائية لا صحة لها".

وقال مسلم في مقابلة هاتفية أجرتها معه وكالة الانباء الالمانية ( د ب ا)، إن "الحديث عن وجود تلك المؤامرة على النحو الذي يردده قادة ائتلاف المعارضة غير وارد إطلاقا ولا نؤمن أو نعمل من أجله… نعم حدث اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) على تحرير الرقة والطرق المؤدية للمحافظة، ولكن باقي الأحاديث التي تتردد لا صحة لها".

وكان ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا في كردستان العراق غريب حسو, اعلن الخميس, أن مدينة الرقة بعد تحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ستنضم "تلقائيا" للنظام الفدرالي الذي أسس له الأكراد في شمال سوريا، معتبرا ان النظام "عاجز" عن تقديم شيء مقابل ذلك.

وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" اعلنت في بيان يوم الثلاثاء، انطلاق عملية استعادة السيطرة على ريف الرقة الشمالي من قبضة تنظيم "داعش"، بدعم من طائرات التحالف الدولي.

وأضاف مسلم "أولا: قوات سوريا الديمقراطية تضم مكونات غير الأكراد… ثم هل يتصور هؤلاء أن القوات العسكرية ستحرر الرقة ثم تتمركز فيها… بالطبع لا… بعد التحرير سيكون هناك مجالس إدارة مدنية ومحلية هي من تقرر أمر الرقة وشؤونها، مثلما صار في تل أبيض وغيرها من المناطق التي تم تحريرها… وأهل الرقة سيكونون أحرارا في اختيار من يريدون أن يحكمهم".

وحول إمكانية أن تضم الرقة بعد تحريرها لمناطق الإدارة الكونفدرالية للأكراد في روج آفا وشمال سوريا، قال مسلم "القرار، كما قلت، يعود لأهل الرقة… وفي نفس الوقت، نحن لدينا مشروعنا: مشروع سوريا الديمقراطية الفيدرالية، الذي نفكر فيه ونفكر بعقد اجتماعي جديد يضم الجميع، وهذا المشروع لكل سوريا وليس للشمال فقط ويمكن أن يتوسع ليصل درعا والسويداء ودمشق… هو الآن مطبق فقط في الأماكن التي تم تحريرها ولكن كما قلت ممكن أن يتوسع".

وكانت أحزاب سورية كردية أعلنت في 17 آذار الماضي, خلال مؤتمر عقد في رميلان بريف الحسكة, إقامة نظام فدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية, وأطلق القائمون على الإقليم الجديد اسم "روج آفا - شمال سوريا"، ويضم عفرين في ريف حلب الشمالي وكوباني في ريف حلب الغربي والجزيرة في الحسكة، بالإضافة إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية في الآونة الأخيرة في المحافظتين, في خطوة قوبلت بالرفض من قبل النظام السوري والمعارضة, كما لم تلق هذه الخطوة ترحيبا من قبل الولايات المتحدة الامريكية, رافضة الاعتراف بمناطق شبه مستقلة ذات حكم ذاتي في سوريا.

وفيما يخص اعتماد القوات الأمريكية والتحالف الدولي على "قوات سوريا الديمقراطية"قال مسلم أن "قوات سوريا الديمقراطية هي الأقرب من حيث الموقع الجغرافي، لا أكثر، كما أن الكثير من فصائل (الجيش الحر) انضمت في وقت سابق لقوات سوريا الديمقراطية وهم يحاربون تحت لوائها الآن ومعهم عدد غير قليل من العشائر العربية المحلية… أهل المنطقة معنا بطبيعة الحال".

واستبعدت الولايات المتحدة فصائل "الجيش الحر" رغم إعلان العديد من تلك الفصائل الرغبة في المشاركة في عملية تحرير الرقة - وهو الأمر الذي اعتبرته قيادات الائتلاف المعارض أحد دلائل وجود المؤامرة.

وحول تصوير البعض لعملية إلقاء قوات التحالف الدولي منشورات تطالب فيها سكان الرقة بالخروج منها حتى لا يكونوا ضحية للعمليات العسكرية على أنه دليل على رغبة أطراف "المؤامرة" المزعومة في إحداث تغيير ديموغرافي للمحافظة وإفراغها من سكانها ليتم تسليمها للأكراد، قال مسلم  "المنشورات هدفها واضح: حتى لا يكون المدنيون بين فكي نار القصف واحتمالية احتجاز (داعش) لهم كدروع بشرية… وقد حدث هذا الأمر كثيرا في المناطق التي تحررت، حيث خرج سكانها لحين انتهاء العمليات العسكرية ثم العودة مرة أخرى …هذا أمر متبع في كل المعارك، فأين الجديد والغريب بهذا ليفسر بهذا النحو؟".

وألقى التحالف الدولي يوم الجمعة الماضي، مناشير على الرقة طلب من سكانها مغادرتها، تلاها السبت حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق البعيدة عنها, حيث سمح التنظيم لاهالي المدينة بمغادرتها الى ريف المدينة فقط.

واعتبر مسلم تصريحات عضو الائتلاف السوري نصر الحريري، التي قال فيها إن "قوات سوريا الديمقراطية" لم تكن يوما جزءا من المعارضة السورية وإن قوات الحماية الكردية ارتكبت جرائم حرب تعادل جرائم داعش في تل أبيض، أنها "دعايات يطلقها الذين يتركزون في اسطنبول… ممن يعيشون في أحضان تركيا ويمثلون سياساتها".

وتصنف تركيا حزب "العمال الكردستاني" كمنظمة إرهابية, تتهم الفصائل الكردية بسوريا بارتباطها بحزب العمال الكردستاني، وقامت بقصف مواقع لأكراد في سوريا مبررة ذلك بأنها لاتريد إقامة جيب كردي على حدودها مع سوريا، مع إعلانها رفض إقامة حكم فيدرالي للأكراد في مناطق سيطرتهم بسوريا.

يشار إلى أن وحدات "قوات سوريا الديمقراطية"، تمكنت يوم الأربعاء, من استعادة أكثر من 16 قرية في ريف الرقة الشمالي، عقب يوم من إطلاق معركتها لاستعادة المنطقة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وكان مسؤول أمريكي, قال يوم الأحد الماضي, إن التحالف الذي تقود بلاده ضد تنظيم (داعش) سيبدأ خلال الأشهر والأسابيع القادمة "حملة ضغط على الرقة بكل جوانبها"، معتبراً أن التنظيم أصبح في موقف "دفاعي".

ويسيطر تنظيم "داعش" على مجمل محافظة الرقة وعلى أجزاء واسعة أخرى في شمال وشرق سوريا، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور، حيث يطبق في تلك المناطق قوانين متشددة وأعمال قمع بحق السكان مما أثار مخاوف الدول الغربية من وصول المد الإرهابي إلى مجتمعاتهم وتهديد أمنها.

سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close