طالب احد الصحفيين المحسوبين على "المؤيدين" في منشور له على الفيسبوك قبل ايام المسؤولين باحترام المواطن والخروج لتوضيح سبب ارتفاع سعر صرف الدولار.
ووصف "الصحفي" صمت الحكومة حول انهيار سعر صرف الليرة بالـ "المعيب" وطالبها بـ "احترام" المواطن وتقديم التوضيحات اللازمة.
وهو كلام موزون وليس لي عليه اي اعتراض ..
سوى انه يشبه مشهد رجل يقوم بقتل رجل اخر وسحل جثته وتقطيع اوصاله ومن ثم يحرقه ويحوله رمادا .. وعندما ينتهي يبصق عليه .. فنأتي لنطالبه بالاعتذار عن "البصقة"..
ماذا قدمت الحكومة والنظام ورئيس النظام من توضيحات منذ اول الازمة "للمواطن" ..؟
هل وضحت لماذا "طارت" ثلاث ارباع ارض "الجمهورية" .. هل وضحت لماذا قتل مئات الاف الناس ، هل وضحت لماذا هُجر الملايين .. هل وضحت وشرحت لماذا "طفش" نصف سكان سوريا ورموا بانفسهم في البحر ..!؟
لم تفعل ايا من هذا ولم تكلف خاطرها بشرح اسباب ونتائج وانعكاسات كل هذه المصائب الكبيرة الكارثية على المواطن .. فلماذا ستوضح امرا "صغيرا" مثل ارتفاع سعر صرف الدولار ..؟
مع الاسف نظام الحكم في سورية قائم على اساس واحد وهو "عدم احترام المواطن" وعدم وجود اية حقوق له ، الحقوق بالنسبة للسوري "هبة" "عطية" "اعارة" يمكن ان تسحب منه في اية لحظة ، وغالبا تكون تلك اللحظة هي اللحظة التي يفتح فيها فمه ليقول "آخ" ..
لا اعرف كيف انه لا يزال هناك سوري يعتقد بان "المواطنة" موجودة في سوريا بعد كل الذي حصل ..
على كلٍ، فانه ومن خلال متابعتي لسلوك الناس في هذه الكارثة الكبيرة التي نعيشها .. ايقنت ان الحقيقة تشبه جدارا كبيرا هائلا ينتصب في الافق ..
هناك من هو بعيد النظر يستشرف الطريق ويراه مبكرا ويدرك الحقيقة ، وهناك من فيه "نظر" يرى الجدار عندما يقترب منه ، وهناك "العميان" الذين لا يدركون جدار الحقيقة الا عندما يرتطمون به .. واخيرا هناك اعمى البصيرة .. ذاك الذي يرتطم بالجدار ويقع ، وينهض ويمشي في ذات الاتجاه ليرتطم من جديد ويعود ليقع .. ولا يفهم ولن يفهم .. وسيكرر افعاله (الارتطام والوقوع ) الى ان يقضي نحبه و يدفن بجانب "الحيط" دون ان يدرك شيئا ..
ذاك هو الذي ما زال يعتقد بان نظام الحكم في سوريا "يحترم" المواطن ..
مع تحيات