قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم السبت، إن بلاده ستوقف العمل باتفاقية "إعادة القبول" التي تم التوصل إليها مع الاتحاد الأوروبي في آذار الماضي، لوقف تدفق اللاجئين صوب أوروبا، حال عدم التزام الأخيرة بتعهداتها التي نص عليها الاتفاق.
وأوضح أردوغان خلال مقابلة مع قناة "آر تي إل" الألمانية، أن "أوروبا لم تفِ بوعودها التي نصت عليها الاتفاقية... وإذا لم يتم اتخاذ ما يلزم فلا تؤاخذوننا فنحن سنوقف العمل بها".
وكان الاتحاد الاوروبي وتركيا توصلا إلى اتفاق "نهائي" يقضي بمنع عبور أي لاجئ بطريقة غير شرعية من تركيا إلى اليونان، وإعادة جميع اللاجئين الموجودين في اليونان، واستبدالهم بآخرين من مخيمات اللجوء في تركيا.
ويهدف الاتفاق الذي أبرم في بروكسل نهاية آذار الماضي، إلى تسريع إجراءات طالبي اللجوء من الواصلين الجدد إلى اليونان لكن من ترفض طلباتهم يعادون إلى تركيا, ويشمل الاتفاق كذلك حق الطعن في أي قرار بإعادة الأفراد إلى تركيا.
وفي سياق آخر، جدد الرئيس التركي، انتقاده لموقف أوروبا "غير الكافي" حيال المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرضت لها بلاده منتصف يوليو/تموز الماضي.
وأضاف قائلا "لقد وقعت محاولة انقلابية ليلة 15 يوليو الماضي، وفي 18 تموز اتصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنا لتقول: ينبغى ألا تكون الأحداث (في تركيا) بالشكل الذي يُقلقنا"، مؤكداً أن "هذا الكلام يُحزننا، نحن لا نفعل شيئاً بدافع الانتقام".
وأشار أردوغان إلى أنهم كانوا يتوقعون وقوف أوروبا إلى جانب تركيا ضد المحاولة الانقلابية، كالموقف الذي تجمع به الأوروبيون في باريس ضد الإرهاب، مشيرًا إلى أنه كان "ينبغي على كل دولة أوروبية إرسال ممثل لها إلينا، لكن ذلك لم يحدث".
ولفت أردوغان إلى أن "المحاولة الانقلابية الفاشلة خلفت 240 قتيلاً، وأكثر من ألفي جريح"، مضيفاً بالقول: "عقب هذا الهجوم على الديمقراطية التركية، زارنا الأمين العام لمجلس أوروبا، ووزير أوروبي، ووزير الخارجية القطري فقط، إن هذا يُحزننا".
ورداً على سؤال حول إمكانية إعادة تطبيع أحكام الإعدام في تركيا من عدمه؟ أجاب أردوغان: "شارك نحو خمسة ملايين مواطن تركي في تجمع نُظم يوم الأحد الماضي في ميدان "يني قابي" في إسطنبول، والجميع كان يهتف نريد أحكام الإعدام، إذا ما أصدر البرلمان مثل هذا قانون، وأنا بحكم منصبي كجهة تصديق سأقوم بالمصادقة عليه".
وانتقد أردوغان عدم سماح المحكمة الدستورية الألمانية قبل أسبوعين، توجيهه خطاباً عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إلى تجمع مناهض في مدينة كولونيا الألمانية للمحاولة الانقلابية في تركيا.
واستدعت تركيا، بداية الشهر الحالي، القائم بالأعمال الألماني لديها، احتجاجا على منع السلطات الألمانية ظهور الرئيس التركي في اتصال عبر الفيديو مع أنصاره الذين تظاهروا في كولونيا.
وقامت مجموعة من الجيش التركي, الشهر الماضي, بانقلاب عسكري للسيطرة على الحكم في تركيا ، ونجحت في السيطرة على عدة مرافق في الدولة واحتلت بعض الشوارع الحيوية ، الا ان الحكومة استطاعت ضبط الوضع واخمدت حركة التمرد, بحسب تصريحات لمسؤولين حكوميين اتراك.
سيريانيوز