-
بلا عنوان.. بقلم: نجوى محرز
انني اذ اتكلم فانني اخاطب الانسان داخلنا
او حتى بقايا الانسان اللتي لم تمت بعد
وانني اذ اناقش فانني اناقش الفكرة
لا الشئ او الشخص
اذ ان لكل انسان ولكل شئ احيانا
ايجابياته او سلبياته
واننا عندما نمدح انجازا ما
فهذا لا يعني اننا نحط من قيمة انجاز اخر
فالنجاح كل متكامل لا يتجزا سواء كان كبيرا ام صغيرا
في اي مكان كان
النجاح والايجابية كالنور لها نفس الطبيعة
ان كان نجاحا حقيقيا
و السلبية كذلك لها نفس الطبيعة
كالنار قليلها خطر كالكثير منها
واشد ما استغربه هو اننا نضع الشعارات ثم ننساها
نرددها
وننسى ان نفكر فيها
نؤمن بالاخاء و حرية الفكر
ولا نطبق ذلك الا نادرا
اسال نفسي هل الاخاء غير وارد بين الناس المختلفين
بين المتدينين الجيدين اللذين يعرفون حدودهم
و بين العلمانيين الجيدين اللذين يعرفون حدودهم ايضا
وانني ان اقول الاخاء
اقصد على الاقل ان يبقى هامش من حدود الاحترام
الكافي لان لا نجرح مشاعر اي انسان
و هذا هام لكي لا نتلقى ردة فعل مضاعفة
هام في نظري بين كل شرائح المجتمع
فالسلبية لها نفس الطبيعة كالنار قليلها خطر كالكثير منها
ان بقي كل انسان محافظا على حدوده واحترامه لنفسه وللاخرين
ان لم ينتهك حدود حرية الاخرين
سيكون لا يزال ضمن اطار الانسانية
الانسان اسم كبير جدا
و الانسان الكبير يرفع قيمة الناس حوله لانه كبير
و العكس صحيح
الصحافة و الاعلام
من كتابة ورسم و اخبار وغيرها
في زمننا لانبالغ ان قلنا انها كالطعام و الشراب
وعلى هذا كم هو مهم ان تكون الصحافة صحية
ان تنشر لنا عطرا يبحث عنه الجميع
هواءا نقيا يدفع للعمل ويشجع عليه
انني ان استغربت
فانني استغرب ان يحدث في بعض الدول سخرية
من الرموز الدينية
و بشكل علني
و الاغرب ان يعبر عن ذلك بانه حرية راي
ربما لو انها دول ليست بالعظمى لما لفت الامر النظر
الحرية الحقة يجب ان تكون شيئا ايجابيا
وان كانت تقيد اي شخص جيد او تؤلمه فهي حرية فاشلة
الحرية الحقة تجعل كل من حولها يعمل بكل طاقته ليصل الى الجمالية الانسانية الحقة
المجتمع كالانسان
ان كان غذاء الانسان سليما
وفكره ايضا
سوف يكون انسانا ايجابيا
والمجتمع الايجابي يحتاج غذاءا سليما
والغذاء العام للمجتمع هو وسائل الاعلام
انا اجد فرقا كبيرا بين من ينشر هواءا نقيا
وبين من يلوث الهواء
ان من يلوث الهواء يؤذي نفسه و غيره ويؤذي المجتمع كله
لان الانسان حتى لو كان جيدا قد يعيقه الهواء الملوث
من واجبنا تنبيه الانسان ان كان يؤذي نفسه
و من يؤذي المجتمع ايضا و يجب وضع حد له
ان كانت الحرية شعار
هذا يعني ان هناك من الالم الشديد ما دفع لانبثاق شعار كهذا
فكيف اذا بالاديان او برموز الاديان
الشعارات شئ مقدس لانها ثمار و حقائق كلفت الكثير من الالم وربما من الدماء
و العيب ليس في الشعار نفسه
لكن بالناس اللذين يحملونه و يقومون باشياء لا تقترب منه البتة
اننا نحصل على الفاكهة و الزهور
لكن هل تخيل احدنا نفسه مكانها لحظة تشكلها وولادها
ان نرى او نسمع شيئا قبيحا فهذا لا يعني ان هذا الشئ هو قبيح فعلا
اراء الاخرين و تعابيرهم ليس بالضرورة ان تعبر عن الحقيقة
لان راي الانسان هو ناتج تفاعل ما يرى مع نفسه
فان كان جيدا اضفى من جودته على هذا الشئ
والعكس بالعكس
لان كل اناء بما فيه ينضح
تخيلوا معي اننا امام شخص ما وهو حي يرزق
ثم اننا امام نفس الشخص وهو نائم
ثم امام نفس الشخص وهو ميت ما هو الفرق برايكم
هناك فرق واضح لكن ما هو برايكم
انه روح الانسان
وهي شئ غير معروف لكنه موجود
الغيب ايضا شئ موجود مع انه غير معروف
و وجوده لا يستدعي بالضرورة الخوض فيه
لكنه يفرض علينا واجب التمهل
للتبسيط فقط
تخيلوا ان الروح هي كالهواء
فمن يتكلم او يعبر او يرسم يعطي جزءا من الهواء نوعيته تشبه ذلك الانسان
فمن يعطي العطور يساهم في تنقية الجو و هو مرغوب و مشكور
و العكس بالعكس من يلوث الهواء هو غير مرغوب
بل يجب ان يوضع له حد
وهنا اليس من البديهي ان يكون هناك رقابة على وسائل الاعلام
و دور الصحافة والنشر
بلى بل انه لمن اشد المسؤوليات ذلك
ان دينا انبثق و صمد حتى الان من البديهي ان يكون فيه سر من اسرار الحقيقة الكبيرة
ان الملحدين بوجود ذلك كمن يلحد بالهواء اي كمن يلحد بنفسه لان جسمه بدون هذه الحقيقة جماد لا روح فيه
نحن بحاجة الجسد لكننا بحاجة الروح ايضا
وكما نحن بحاجة رعاة الجسد و تطبيبه عند المرض
نحن بحاجة لرعاة الروح
انا لا اقصد ان نشحذ منهم المساعدة ابدا
لكن ان نعاملهم بنفس القدر من الاحترام
رعاة الروح هم اهل الكلام الطيب ومهنهم كثيرة جدا
من علماء النفس و الفكرواطباء وغيرهم
و احدهم ايضا الدين القويم
فالدين احد وجوهه انه اسلوب حياة
والديمقراطية تقول ان يعامل كل رعاة الكلام الطيب نفس المعاملة
ان لا نهزا باحد منهم
فوجود رجال الدين لا ينقص من قيمة الاخرين
ولا يعني انهم افضل من الاخرين
الموضوع موضوع اختصاص وليس موضوع تقييم
قد تسال نفسك وماذا استفيد انا من رجل الدين
اوليس الله للجميع
انني ومن وجهة نظر شخصية ارى انه في هذا العصر السريع نحتاج لمن يتفرغ و يملا الاعمدة بين السماء والارض بالدعاء و الصلاة
الدعاء حقيقة والا لما نزل المطر بعد صلوات الاستسقاء
النقاء جميل و ينتشر بسهولة كما العطر
اما التلوث كما حدث من تشويه لرموز دينية
فهو عمل قبيح اقل ما يمكن هو ان
يدان من قبل من يمثل الدولة و من قبل وسائل الاعلام
هذا هو اقل ما يمكن فعله
عندما نقول محمدا او عيسى او ادم او يوسف او موسى او داوود او غيرهم
عليهم السلام
نحن ان نظرنا لهذه الاسماء و كانها
رموز كثيرة لكن لحالة واحدة
هي حالة النبوة
هذا يعني ان الهزء باحدها هو استهزاء بالجميع
هذا لمن لديه دين
اما من ليس لديه دين فاقول له كائنا من كان
ان هؤلاء اللذين تسخر منهم هم بشر لهم نفس شكلك ولهم دم كدمك سخريتك منهم تعني سخريتك من نفسك
الاقلية السيئة ليست معيارا ابدا ولا احد يقبل ان تكون معيارا
اقصد الاقلية السيئة من كل شرائح المجتمع
الغيب من علم الله وحده لا انا ولا غيري يعرف ماذا سيحدث غدا
لكن لندقق في كلمة عليهم السلام
انها تعني اننا ندعوا لهم بالهدوء و الاطمئنان
و هذا دليل على ما عانى كل منهم لكي لا نعاني كلنا
لنبسط الامر قليلا
ان السلبية في وسائل الاعلام والصحافة لن تؤثر ايجابيا على المجتمع
اي انها لن تكون منتجة
لكن
الشئ الجميل عندما يصل للناس سوف يؤثر في الناس ايجابيا و سيكون منتجا
انني عندما انتقد ليس لانني ضقت ذرعا بتخلف يلحقنا اينما ذهبنا فقط
لكن قد تنتقد شيئا او شخصا او عملا لانك تريد له الافضل
لكن الاهمية هي ان يكون هناك اسلوب للنقد
لان النقد الجارح قد يولد ردة فعل عكسية
ان كان في كل شريحة في المجتمع الايجابي و السلبي
فهذا لايعني ابدا ان تكون الشريحة السلبية هي المعيار
لكنني اسال نفسي لماذا تسارع وسائل الاعلام والصحافة
احيانا لالقاء الضوء على السلبيات اكثرمن الايجابيات
من المستفيد في حالة كهذه
اريد جوابا صريحا من المستفيد في هذه الحالة
ان كانت السلبية موجودة فنحن بذلك نعطيها فرصة للوجود اكثر
ربما الفائدة الوحيدة هي في ايجاد الحل لهكذا سلبيات
لكن
لماذا لا نركز على الايجابيات
ان في ذلك وسيلة حقيقية للوجود الايجابي و الانتشار الايجابي
فالانسان يحب ان يكون ناجحا و ايجابيا
والارهاب ليس بندقية فقط
بل هوكل من يشوه القيم اللتي تميز الانسان عن غيره من المخلوقات
كم اتمنى ان نتوصل الى طريقة للحد من التشوه النفسي والاخلاقي
دون دماء او دون ارهاب او تخويف