دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, يوم الأربعاء, الأطراف المتحاربة في سوريا للتوصل لاتفاق على "فرض منطقة حظر جوي" لحماية المدنيين, واصفة الوضع في سوريا بأنه "غير مقبول" , وذلك بعد أن تحدثت عن هذه الفكرة للمرة الأولى منذ يومين .
وأوضحت ميركل, في كلمة أمام مجلس النواب الألماني (البوندستاج), أن الوضع الحالي في سوريا لا يزال "غير محتمل", مبينة انه "من المفيد لسكان حلب والمنطقة المحيطة بها، فرض منطقة حظر جوي في سوريا لا يستطيع أحد تنفيذ ضربات جوية فيها".
وشددت ميركل على عدم التفاوض مع مع تنظيم "داعش", معتبرة أن "الاتفاق على منطقة حظر جوي بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة سينقذ أرواحا ويساعد في دفع العملية السياسية في سوريا, كما يوفر ارض حماية للعديد من اللاجئين".
وكانت ميركل قالت يوم الاثنين الماضي، في مقابلة أجرتها معها صحيفة (شتوتجارتر تسايتونج) الألمانية, إنه "في ظل الوضع الراهن سيكون من المفيد وجود منطقة هناك لا ينفذ فيها أي من الأطراف المتحاربة هجمات جوية - وبالتالي منطقة حظر طيران بشكل ما."
وطالبت تركيا, في وقت سابق اليوم, بمنطقة "آمنة" بعمق 10 كم، داخل سوريا على حدودها الجنوبية تشمل مدينة أعزاز، في حين رفضت روسيا إقامة منطقة حظر طيران في سوريا دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة.
ولفتت ميركل إلى أن الهجمات التي تشنها روسيا مع القوات النظامية "لا تتفق مع القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي في كانون الأول الماضي، ولا مع محاولة خفض العنف."
وتأتي دعوات ميركل، بالتزامن مع تصعيد العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش النظامي مدعوما بالطيران الروسي, في حلب بريفيها الشمالي والشرقي، حيث ضرب طوقا حول ريف حلب الشمالي, بعد السيطرة على بلدات عدة ومناطق فيها، إضافة إلى فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء, كما أسفرت هذه العمليات عن نزوح عشرات الآلاف باتجاه الحدود التركية, حيث تجمعوا قرب الحدود المغلقة.
وتبنى مجلس الأمن في كانون الأول الماضي، قراراً دولياً حول خطة لإحلال السلام في سوريا, يدعو لبدء المفاوضات بين النظام والمعارضة واجراء انتخابات تحت مظلة اممية، وتأييد وقف إطلاق النار بالتزامن مع المفاوضات, ووضع تنفيذ مقررات اجتماع فيينا الأخير حول سورية تحت إشراف أممي ما يجعل بنودها واجبة التنفيذ، وبينها تشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات واسعة .
وكانت "مجموعة دعم سوريا" توصلت في اجتماعاتها في ميونخ بتاريخ 11و12 شباط الحالي، إلى اتفاق يقضي بـ "إدخال مساعدات إنسانية إلى سوريا واستئناف مفاوضات جنيف والحد من العنف ووقف العمليات العدائية خلال أسبوع".
وحول ملف المهاجرين، قالت ميركل إنه "من الضروري البحث عن حلول مشتركة مع شركاء الاتحاد، على الرغم من أن هذا عادة يستغرق وقتا طويلا".
وتعد ألمانيا المقصد الرئيسي للمهاجرين، حيث تشير تقديرات إلى أن نحو 1.1 مليون شخص قد دخلوا إلى المانيا في العام الماضي، معظمهم من اللاجئين من بلدان النزاعات كسوريا والعراق وأفغانستان، بينما وصل أكثر من 30 ألف مهاجر إلى اليونان وتركيا عبر القوارب هذا العام، على الرغم من الطقس البارد وأحوال البحر السيئة.
سيريانيوز