الاخبار السياسية
مؤتمر بروكسل "هزيمة سياسية" للنظام ورسائل مستفزة ..
تحول مؤتمر بروكسل "لدعم مستقبل سوريا والمنطقة" الى سجال سياسي من خلال رسائل واضحة لدول فاعلة في مجريات الاحداث في سوريا وبين رد شديد اللهجة للنظام.
وهذه النسخة الثالثة من الاجتماع الذي يهدف اساسا لجمع التبرعات لمساعدة السوريين خاصة في الجانب الانساني المتعلق بملف النازحين واللاجئين.
ونجح المؤتمر نظريا بتخصيص 7 مليارات دولار لملف النازحين توزع على الانشطة الانسانية الداعمة لتواجد السوريين في دول الجوار.
ورغم ان الحدث دوري وهذه هي الدورة الثالثة من المؤتمر الا ان الرسائل التي وجهت بمناسبة انعقاده كشفت عن سياسات دول كبرى فاعلة تجاه "السيناريو" الذي يحاول النظام ترويجه ، الامر الذي استفز هذا الاخير ليوجه ردا شديد اللهجة على هذه الرسائل.
وشهد المؤتمراعلان عن موقف موحد لكل من الولايات المتحدة وفرنسا ، بريطانيا والمانيا ، وهي دول فاعلة في تطورات الاحداث ان كان لجهة الحل السياسي او لجهة الوضع الامني والعسكري وكذلك لها اليد الطولى فيما يتعلق بمصير ملايين السوريين النازحين .
هذا الموقف اعلن عنه في بيان صدر عن المتحدث باسم الخارجية الاميركية باسم الدول الاربعة اكدت من خلاله "بوضوح" بأنهم لن يقدموا اي " دعم او مساعدة لإعادة الإعمار إلا بعد انطلاق عملية سياسية جوهرية وحقيقية وذات مصداقية ولا رجعة" فيها.
مؤكدين ( بحسب البيان ) بانهم يروا بان "قمع " الشعب السوري من قبل النظام مستمر ، وان هذه الدول ستسمتر في سعيها "للمحاسبة على الجرائم خلال الصراع" في سوريا.
رافق هذا البيان شهادات لمشاركين سوريين من داخل المؤتمر اشارت بان المجريات كانت بمثابة " هزيمة سياسية" للنظام ، واكدت بعض المنشورات بان " لهجة" هذه الدول ومواقفها من النظام السوري بدت في هذه الدورة اكثر تشددا، وانه ساد "على غير العادة" استخدام مصطلح "النظام السوري" بدل "الحكومة السورية" خلال المؤتمر وهو ما تأكد من خلال البيان المشترك المذكور .
ما اكد استفزاز هذه الوقائع لدمشق رد الخارجية السورية على البيان المشترك نقلته سانا يوم الاحد ، قالت فيه بان الدول صاحبة البيان " غير معنية أبدا بإعادة الإعمار وهي أساسا غير مدعوة للمساهمة فيها وما عليها إلا تسديد تعويضات القتل والدمار الذي أحدثته جراء جرائمها البشعة والتوقف عن تدخلها السافر في الشؤون الداخلية".
وحمل الرد المسؤولية لهذه الدول على "الدماء التي سفكت ظلما وعدوانا في سوريا والمنطقة" واصفة البيان بانه "يشكل وثيقة تاريخية في الكذب والنفاق والتضليل والتزييف".
ومع اقتراب اعلان "هزيمة" داعش في سوريا ، وتسخين ملف ادلب المجمد باتجاه ايجاد حل نهائي له ، تمضي التطورات باتجاه الضغط على محور الحل السياسي الذي اكدت الدول الاربعة صاحبة البيان بانه يجب ان يرتكز على مقررات مؤتمر جنيف وعلى قرار مجلس الامن 2254 الذي يركز على عملية "انتقال سياسي" واجراء "انتخابات حرة ونزيهة" على اساس دستور جديد.
سيريانيوز
بيان المتحدث باسم الخارجية الاميركية
وزارة الخارجية الأمريكية
مكتب المتحدث الرسمي
15 آذار/مارس 2019
البيان الآتي صادر عن حكومات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمانيا و المملكة المتحدة.
قبل ثمان سنوات، خرج عشرات آلاف السوريين في مظاهرات للمطالبة بحق التعبير عن رأيهم بحرية، والدعوة للإصلاح، والمطالبة بالعدالة. لكن الرد الوحشي من نظام الأسد، ودوره في الصراع الذي اندلع لاحقا، أدى إلى حدوث أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
إننا نقدّر الرجال والنساء الشجعان من أنحاء المجتمع السوري المتنوع الذين بذلوا جهودا لأجل تحقيق مستقبل أفضل لجميع السوريين. كما نتذكر الأعداد التي لا تحصى من المدنيين الذين فقدوا أرواحهم نتيجة التعذيب والجوع والاعتداءات من النظام وداعميه. فقد قُتِل أكثر من 400,000 من الرجال والنساء والأطفال، واختفى عشرات الآلاف في سجون الأسد حيث تعرض الكثير للتعذيب والقتل. وما زالت أعداد لا تُحصى من العائلات ليست لديها أنباء عن أقاربها الذين اختفوا، ولا تعلم مصيرهم.
بينما يحاول نظام الأسد وداعموه إقناع العالم بأن الصراع قد انتهى، وأن الحياة عادت إلى طبيعتها، فإن الواقع هو أن قمع النظام للشعب السوري لم ينته بعد. فهناك نحو 13 مليون سوري الآن بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ويحرم النظام الكثير منهم من وصول آمن ودون عراقيل للمساعدات الإنسانية. كما إن ما يربو على 11 مليون شخص – أي نصف تعداد السكان ما قبل الحرب – باتوا نازحين وغير قادرين على العودة إلى بيوتهم. وأيضا ازدادت حدة العنف مؤخرا في إدلب، وحصدت الضربات الجوية أرواح مدنيين وموظفي إغاثة.
إن الحل العسكري الذي يأمل النظام السوري تحقيقه، بدعم من روسيا وإيران، لن يؤدي إلى إحلال السلام. بل إن الوصول إلى حل سياسي تفاوضي هو السبيل الوحيد لإنهاء العنف والصعوبات الاقتصادية، إلى جانب ضمان تسوية دائمة للصراع. والحل السياسي هو وحده الكفيل بتوفير ضمانات لجميع مكونات المجتمع السوري، وكذلك للدول المجاورة لسورية.
تؤكد حكومات فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مجدداً دعمها لعملية جنيف بقيادة الأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لإحلال السلام والاستقرار في سورية، وتعزيز المكاسب المتحققة من تحرير الأراضي من داعش. وسوف نواصل سعينا للمحاسبة عن الجرائم المرتكبة خلال الصراع في سورية لتحقيق العدالة والمصالحة للشعب السوري. كما نؤكد بوضوح بأننا لن نقدم أو ندعم أي مساعدة لإعادة الإعمار إلا بعد انطلاق عملية سياسية جوهرية وحقيقية وذات مصداقية ولا رجعة فيها. ويجب على روسيا وسورية احترام حق اللاجئين السوريين بالعودة الطوعية والآمنة إلى ديارهم، والتوقف عن ادعائهما بأن الظروف باتت مناسبة لإعادة الإعمار والتطبيع، وندعوهما للمشاركة جديا في المفاوضات التي هي وحدها الكفيلة بإحلال السلام في سورية.
رد الخارجية السورية على البيان
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن البيان الصادر عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حول سورية يشكل وثيقة تاريخية عن الكذب والنفاق والتضليل والتزييف مشددة على أن هذه الدول تتحمل المسؤولية الأولى عن الدماء التي سفكت ظلما وعدوانا في سورية ودول المنطقة.
وقال مصدر رسمي في الوزارة في تصريح لـ سانا اليوم إن تطورات الأحداث أكدت أن ما شهدته سورية وبعض دول المنطقة هو نتاج مؤامرة غربية تقودها الولايات المتحدة وينظر لها عتاة المحافظين الجدد والمفكرين الصهاينة وذلك بهدف العودة إلى الماضي الاستعماري بحلة جديدة ورهن إرادة دول المنطقة لمشيئتها ونهب ثرواتها ومقدراتها وتمكين “اسرائيل” من أن يكون لها اليد العليا على حساب الحقوق والمصالح العربية.
وأضاف المصدر لم توفر دول المشروع الاستعماري الجديد أي أداة لتحقيق أهدافها فأخرجت كل الأسلحة التي في جعبتها من الضغط السياسي والحصار الاقتصادي والتضليل الإعلامي وتجميع وحشد القتلة أصحاب الفكر التكفيري الظلامي في تنظيمات إرهابية متعددة أبرزها تنظيم “داعش” وجبهة النصرة الإرهابيان وتقديم كل أشكال الدعم المالي والعسكري واللوجستي لها لتكون الأداة التنفيذية لتدمير دول المنطقة وسفك دماء شعوبها واستنزاف طاقاتها وذلك لإضعافها وتحويلها لقمة سائغة لأصحاب هذا المشروع التآمري العدواني.
وتابع المصدر إن الجرائم والمجازر الوحشية البشعة التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية على امتداد الجغرافيا السورية وتلك التي اقترفتها دول التحالف الأميركي الخارج عن الشرعية الدولية وخاصة في مدينة الرقة الشهيدة ودير الزور والتي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ستبقى وصمة عار على جبين هذه الديمقراطيات الزائفة التي لا تعير أي اعتبار للحياة الإنسانية وتشكل انتهاكا سافرا للقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان وهذه الممارسات ليست غريبة عن هذه الدول التي لها تاريخ استعماري أسود في استعباد الشعوب.
وأردف المصدر أن البيان الصادر عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حول سورية يشكل وثيقة تاريخية في الكذب والنفاق والتضليل والتزييف الذي لم يعد ينطلي على أحد وأنها تتحمل المسؤولية الأولى عن الدماء التي سفكت ظلما وعدوانا في سورية ودول المنطقة وأن هذه الدول التي قتلت ودمرت غير معنية أبدا بإعادة الإعمار وهي أساسا غير مدعوة للمساهمة فيها وما عليها إلا تسديد تعويضات القتل والدمار الذي أحدثته جراء جرائمها البشعة والتوقف عن تدخلها السافر في الشؤون الداخلية.
وختم المصدر الرسمي في وزارة الخارجية والمغتربين تصريحه بالقول إن الشعب السوري وجيشه الباسل الذي تصدى بصمود أسطوري للعدوان الإرهابي ونزعة الهيمنة والغطرسة أكثر عزيمة على إلحاق الهزيمة الكاملة بالمشروع الغربي والحفاظ على وحدة سورية أرضا وشعبا وقرارها الوطني المستقل وسيكون هذا النصر المسمار الأخير في نعش القطبية الأحادية وسيقود إلى قيام نظام عالمي يسود فيه العدل وتنتفي فيه نزعات الغطرسة والهيمنة ويعيد الاعتبار للشرعية الدولية.