هل سيتوفر المازوت والبنزين في سوريا باسعار مناسبة بعد انهيار اسعار النفظ عالميا؟
لاول مرة في التاريخ يسجل سعر برميل النفط الخام رقما سالبا حيث تحولت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي الاثنين إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ لتنهي الجلسة عند ناقص 37.63 دولار للبرميل مع إقبال المتعاملين على البيع بكثافة.
وهذا يعني بان البائع سيدفع للمشتري ثمن تخلصه من النفط المخزن عنده جراء تراجع الطلب على النفط جراء أزمة كورونا.
الامر يشبه الى حد كبير حالة كل المنتجات التي تعاني من الكساد ، مثل الحمضيات في بعض الاحيان في سوريا، عندما تنخفض اسعارها الى الحد الذي يصبح فيه توضيبها وشحنها والتخلص منها اعلى من سعر مبيعها بسبب زيادة العرض ونقص الطلب.
وهنا في موضوع النفط هناك امر اضافي وهو ان منتجي النفط مضطرون إلى مواصلة ضخ إنتاجهم لأن اغلاق الآبار وإعادة تشغيلها لاحقا، باهظ التكلفة، ولهذا فإن منتجي النفط يتنافسون حاليا للحصول على أماكن تخزين جديدة.
ويجب ان نعلم بان العقود الاجلة هي عملية بيع مقدم تسليمها في المستقبل وكان يوم الاثنين هو اخر يوم لبيع عقود النفط لشهر ايار القادم ، الذي وجد البائعون ان ليس له سوقا بسبب توقف النشاط الاقتصادي في معظم دول العالم في سياق الاجراءات المفروضة لمواجهة فيروس كورونا.
وهذا لا ينطبق مثلا على عقود شهر حزيران التي بقي سعرها اكثر من 20 دولار للبرميل ، وتطور اسعارها مرتبط بقرارات تخفيف اجراءات الاغلاق وعودة دوران عجلة الاقتصاد في دول العالم.
وبالنسبة للمستهلك يمكن ان يؤثر انخفاض الاسعار و تسجيلها رقما سالبا على اسعار المشتقات النفطية في منطقته ولكن ليس لوقت طويل وهذا يمكن ان يحصل في الدول التي يكون سعر المشتقات فيها حر مرتبط بالاسعار العالمية وسعر صرف الدولار.
وليس من المرجح للبلدان التي تقدم الدعم لسعر المشتقات النفطية او تقيد سعرها عند اسعار محددة للمواطن، ان ينخفض سعر البنزين والمازوت وباقي المشتقات فيها، حيث ان اي كسب في فروقات الاسعار تستفيد منه الدولة لتعوض خسائرها في المستقبل عندما ترتفع هذه الاسعار.
سيريانيوز