وجه الرئيس بشار الاسد يوم الاثنين كلمة كلمة مكتوبة موجهة إلى كوادر حزب البعث مع بدء الاستئناس المتعلق باختيار ممثليهم للترشح لمجلس الشعب معترفا بارتكاب الحزب لاخطاء في بعض المراحل.
وقال الأسد الذي يشغل منصب الامين العام للحزب إن "الانتخابات الحزبية شكلت على الدوام محطة هامة من محطات العمل الحزبي والسياسي.. وطريقاً لتعميق التجربة الديمقراطية في الحزب، وأساساً للعلاقة السليمة بين الحزب وقواعده".
واضاف الاسد "حزبنا حزب عريق بتاريخه وتجربته الطويلة والغنية، والتي أنضجتها سنون النضال على الساحتين الوطنية والقومية.. وإن كانت تلك السنون قد حفلت بمحطات مضيئة من الفكر والتضحية والبناء، فهي لم تخلُ من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الأحزاب والتي أدت لتراجع دور الحزب في بعض المراحل، والإساءة إلى صورته في مراحل أخرى. كما أدت إلى عزوف البعض عن الانخراط في تحمل المسؤوليات الوطنية والحزبية وخسارة العديد من الكوادر الكفؤة التي رأت في تلك الأخطاء ابتعاداً عن أخلاقيات حزبنا وقيمه، وربما انحرافاً عن أهدافه".
واردف الاسد ان "الأحزاب العريقة لا تستسلم للظروف ولا تخضع للتقلبات، وتبديل الأولويات لا يلغي الأساسيات، فخوض الحروب بأنواعها المختلفة العسكرية والاقتصادية والإعلامية النفسية، بحاجة لعقيدة قوية، والعقيدة بحاجة لفكر، والفكر بحاجة لمؤسسات تستند إلى إجراءات تحافظ عليها وتطورها".
واشار الاسد الى اننا "ما زلنا نواجه اليوم حرباً مركبة تهدف قبل كل شيء لتشويه الوعي، وضرب القيم والمبادئ، وهذه الحرب تفرض علينا مزيداً من تحمل المسؤولية.. ورغم المخاطر الكبيرة والصعوبات التي يمر بها وطننا، وفي الوقت الذي تواجه فيه أحزاب كبرى حول العالم خطر الانحسار الفكري والانكفاء، يثبت حزبنا مجدداً قدرته ليس فقط على مواجهة التحديات والظروف الصعبة بل على مواكبة روح العصر ومتطلباته".
ولفت الاسد الى ان الانتخابات الحزبية التي جرت منذ مدة أتت لتؤكد على ما سبق، حيث قام الرفاق باختيار مرشحيهم للمواقع الحزبية المختلفة عبر ممارسة حقهم بأسلوب ديمقراطي راقٍ وبوعي لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
وتابع "أنتم اليوم أمام مسؤولية أن تثبتوا قوة حزبنا من خلال التصاقه بقواعده الحزبية وتمثيله لأوسع الشرائح الشعبية، وتعبيره عن تطلعاتها، ومن خلال ثقة قواعده به للسير بهم باتجاه ما يطمحون له، وخاصة مواصلة تطويره ليكون قادراً على لعب الدور المنوط به في مسيرة الدفاع عن المبادىء والحقوق والسياسات التي تصب في صالح الوطن وتعزيز قدراته".
واردف الاسد ان "تجربة الاستئناس التي تخوضونها اليوم لتحديد مرشحي الحزب لانتخابات مجلس الشعب للمرة الأولى، إلا دليلاً دامغاً على ديناميكية البعث، وتطوره، وقدرته على التكيف والانطلاق نحو المستقبل.. وهي خطوة هامة في سياق تجديد آليات الممارسة الحزبية، لكونها تتيح للرفاق الحزبيين فرصة لتحديد خياراتهم ومرشحيهم بكل شفافية ومسؤولية، وبالتالي فإن مشاركة كل رفيق حزبي في هذه العملية ستساعد في اختيار الحزب للمرشحين الأكثر كفاءة لحمل هذه المسؤولية، ما يجعل المشاركة الفعالة للرفاق الحزبيين في عملية "الاستئناس"، ولاحقاً في انتخاب أعضاء مجلس الشعب، واجباً ومسؤولية في آن معاً ملقاة على كل رفيق".
واوضح الاسد ان "الخيارات الصحيحة هي التي تؤدي إلى النتائج المرجوة، فاختاروا الأصلح والأنسب ولا يكونَّن في حسبان أي أحد أي اعتبارات غير الاعتبارات الوطنية.. اختاروا بعيداً عن أي ولاءات ضيقة، واعتبارات غير موضوعية، وعصبيات لا تنتمي لعقيدة الحزب الوطنية والقومية".
,قرر حزب البعث الحاكم، اختيار ممثلية لمجلس الشعب في الانتخابات المقبلة عن طريق الاستئناس عبر مؤتمرات موسعة في فروعه وذلك للمرة الأولى في تاريخه.
وكان حزب البعث يختار ممثليه إلى المجلس بطريقة التعيين التي تتولاها قيادة الحزب.
ومن المقرر ان تجري الانتخابات البرلمانية في سورية في 19 تموز المقبل وذلك بعد ان كانت مقررة في نيسان حيث تم تاجيلها ضمن الاجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
سيريانيوز