قالت وزارة الدفاع الروسية, يوم السبت, أن البنتاغون والخارجية الأمريكية على حد سواء لم يقدما أي دلائل تثبت وجود أسلحة كيمياوية في قاعدة الشعيرات التي تعرضت لضربات الولايات المتحدة, مشيرة الى ان الطريق الوحيد لإيجاد براهين موضوعية في هذه القضية يتمثل بإجراء تحليل شامل بشأن وجود الأسلحة الكيمياوية في المطار المذكور.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، اللواء إيغور كوناشينكوف, في بيان خاص له "لم يقم أي من البنتاغون أو الخارجية الأمريكية، حتى بعد مرور يوم على توجيه سفن القوات البحرية الأمريكية ضربة مكثفة بصواريخ مجنحة إلى مطار الشعيرات، أي دلائل تثبت وجود أسلحة كيمياوية في هذه القاعدة الجوية السورية".
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة أنه أمر بقصف مطار الشعيرات، قائلا إن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب يوم 04/04/2017.
وتابع كوناشينكوف "لقد زار عشرات الممثلين عن وسائل الإعلام والإدارة المحلية ومصالح الإطفاء والشرطة، ناهيك عن العسكريين السوريين، هذا المطار، ولم يتم العثور على أي مستودعات، وخاصة تلك المحتوية على الأسلحة الكيمياوية".
ولفتت الوزارة الروسية في هذا السياق إلى أن "جميع الأشخاص الذين يتواجدون حاليا في المطار أو الذين زاروه سابقا لا يرتدون أقنعة الغاز ويحسون أنهم في حالة طبيعية تماما", متسائلا مَن قدم للرئيس الأمريكي الجديد، وماذا قُدم له كدلائل تثبت وجود أسلحة كيمياوية في دولة غير مرغوبة بالنسبة لواشنطن؟.
وأكد المسؤول العسكري الروسي أن "هذا الوضع يُذكر بشكل كثير بأنبوب الاختبار المحتوي على مسحوق أبيض، الذي عرضه كولين باول (عندما كان وزيرا للخارجية الأمريكية)، وكذلك بالتقارير التي قدمت لرئيس الوزراء البريطاني (الأسبق توني بلير) وزعمت أن العراق كان يمتلك أسلحة كيمياوية".
وتابع كوناشينكوف إن "الطريق الوحيد لإيجاد براهين موضوعية في هذه القضية يتمثل بإجراء تحليل شامل بشأن وجود الأسلحة الكيمياوية في مطار الشعيرات، باستخدام الأجهزة الخاصة لجمع العينات وتوثيقها ودراستها العلمية اللاحقة، على غرار ما قام به الخبراء الروس في حلب بعد استخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل المسلحين".
وشدد البيان على أن "كل عامل في منظمة حظر السلاح الكيمياوي، الذي يتمتع بنفوذ حتى في عيون الولايات المتحدة، يعلم أن بقايا المواد القتالية السامة ومركباتها الأساسية من المستحيل إخفاؤها حتى بعد مرور أشهر، بل وسنوات، من وضعها في المستودعات, وبالتالي، فإن السبيل الوحيد للعثور على أي دلائل موضوعية للوجود المزعوم للمواد السامة في قاعدة الشعيرات، وعرضها للمجتمع الدولي برمته، يكمن في إرسال بعثة خبراء محترفين إليها".
يذكر أن الجيش الأمريكي أطلق، فجر يوم الجمعة الماضي، 59 صاروخا من طراز "توماهوك"، من مدمرتين للبحرية الأمريكية، على مطار الشعيرات العسكري (طياس)، جنوب شرق مدينة حمص.
وأعلن الجيش النظامي أن هذه العملية اسفرت عن مقتل 6 عسكريين سوريين، فيما تحدث محافظ حمص، طلال البرازي ، عن مقتل 9 مدنيين جراء سقوط الصواريخ الأمريكية في المناطق السكنية قرب القاعدة، مضيفا أن 13 شخصا، هم 4 أطفال و9 نساء، أصيبوا بالضربة.
سيريانيوز