اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, الثلاثاء, الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس بشار الأسد، إلى فرنسا متهما إياها بـ"دعم الإرهاب"، بـ "غير المقبولة", مضيفا أن "للشعب السوري عدو اسمه بشار الأسد".
واضاف الرئيس الفرنسي, في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبيرغ، أن "مشاركة الأطراف الأخرى غامضة، مثل توجيه ضربات إلى خصومهم، وليس إلى الإرهابيين, نحن تحركنا بشكل مستمر منذ البداية"، مضيفا أن "للشعب السوري عدو اسمه بشار الأسد".
وتابع ماكرون أن "الحرب ضد تنظيم داعش تمثل أولوية للتحالف ... إذا كان هناك من يقاتل داعش ويستطيع الانتصار في الحرب ضده، فإنه التحالف الدولي", مضيفا "لا أعتقد أنه يمكن إنشاء سلام مستديم وحل سياسي من دون سوريا والسوريين، ولا أعتقد أن سوريا يمكن اختصارها في بشار الأسد".
وكان الأسد قد انتقد موقف فرنسا والدول الغربية، التي حملت الوفد الحكومي، وليس مجموعات المعارضة، مسؤولية فشل الجولة الثامنة من محادثات جنيف، قائلا إن هذا الموقف "طبيعي"، لأن هذه المجموعات "تعمل لصالحهم". وقال الأسد: "من الطبيعي أن يقوموا بهذا العمل لكي لا يحمّلوا المسؤولية لمجموعات هي تعمل لصالحهم".
وأضاف ان هذه التصريحات الفرنسية أو غيرها من الدول الغربية تؤكد أن هذه المجموعات تعمل لصالحهم وليس لصالح سوريا أو لصالح الوطن، طبعا بالنسبة لنا هذه المجموعات لا نستطيع حتى أن نحملها مسؤولية فشل جنيف لسبب بسيط، لأنها مجموعات صوتية تعمل بالدولار.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال في 21 حزيران الماضي إنه لا يرى بديلا شرعيا للرئيس بشار الأسد، وإن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطا مسبقا لتسوية النزاع في سوريا، مشيرا إلى أن أولويات بلاده هي حرب شاملة ضد الجماعات الإرهابية.
وحددت الإدارة الفرنسية أولوياتها بشأن الملف السوري, منذ انتخاب ماكرون رئيسا لفرنسا, وهي إرساء وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية, وهزيمة تنظيم (داعش) , والتحاور مع جميع الأطراف السورية, فيما رفضت ربط التسوية السورية برحيل الأسد, مشيرة الى أنها لم تعد تعتبر رحيله شرطا مسبقا لحل النزاع.
كما انتقد الرئيس الفرنسي ماكرون الحرب على الإرهاب، مؤكدا أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، هو الجهة الوحيدة، التي تحارب فعلا تنظيم "داعش".
وقال ماكرون للصحفيين بعد استقباله الأمين العام للحلف الأطلسي "كنا ثابتين على موقفنا منذ البداية" بتركيز الحرب ضد عدو واحد هو تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت تشارك فرنسا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في سوريا والعراق.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان, قال في وقت سابق من كانون الأول الجاري, أن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) تراجع في سوريا, معتبرا أن ذلك تم بفضل ما قام به التحالف الدولي والنظام السوري, مدعوما من روسيا .
وتعد فرنسا جزءاً من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" منذ 2014، ويوجه ضربات جوية على مواقع التنظيم في كل من سوريا والعراق.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت مؤخرا انه تمت استعادة جميع الأراضي السورية من قبضة "داعش".
وخسر تنظيم "داعش " غالبية المساحات التي كان يسيطر عليها في سوريا منذ صيف عام 2014، وباتت سيطرته تنحصر على جيوب صغيرة تقع قرب الحدود السورية العراقية.
سيريانيوز