موسكو تدعو إلى حراك دولي لإزالة الألغام من مدينة تدمر
تضاربت التصريحات الروسية بشأن مشاركة القوات البرية الروسية حيث أعلنت رئاسة الأركان الروسية أن "عناصر من قوات النخبة الروسية قد شاركوا في العملية", فيما نفى الكرملين هذا الأمر.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة لدى القوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف, في تصريحات للصحفيين أن "العملية الروسية في سوريا أتاحت تحقيق نقلة نوعية في تطورات الوضع في سوريا، وأدت إلى وضع حد لتنامي الورم الإرهابي هناك", كاشفاً عن أن "عناصر من قوات النخبة الروسية قد شاركوا في العملية".
وكان الجيش النظامي، أعلن أمس الأحد، سيطرته بالكامل على مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، عقب حملة شنها منذ أكثر من أسبوعين لاستعاد المدينة التي وقعت بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في أيار الماضي.
وأعاد غيراسيموف إلى الأذهان، أن الغارات الروسية أدت إلى تدمير مواقع للإرهابيين، ومخازن أسلحة وذخيرة لهم، كما قطعت قنوات تهريب النفط التي كانت تغذي نشاط الإرهابيين.
وتابع أن الجيش والقوات الشعبية بدآ بهجمات مكثفة ضد عصابات "داعش"، فيما دخلت الهدنة في سوريا حيز التنفيذ.
كما كشف غيراسيموف أن روسيا سترسل قريبا خبراء إزالة الألغام وروبوتات إلى سوريا للشروع في إزالة الألغام بمدينة تدمر, داعياً الدول الأخرى للانضمام إلى هذه المهمة.
و كلّف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق, وزارة الدفاع الروسية بمساعدة السلطات السورية في إزالة الألغام من مدينة تدمر الأثرية.
وأوضح الكرملين أن بوتين وفي اتصال هاتفي مع نظيره السوري بشار الأسد أخبره بأنه "تم توجيه وزارة الدفاع الروسية بتوفير أوسع نطاق ممكن من المساعدة للجانب السوري في إزالة الألغام من الأراضي السورية المحررة، أخذا بالاعتبار أهميتها الثقافية", مؤكداً بأن روسيا ستواصل دعم النظام "عسكريا" في "مواجهة الإرهاب", ومن جانبه أعلن الرئيس الأسد يعول على مساهمة المجتمع الدولي الفعالة في إعادة ترميم تدمر.
من جهته, أعلن الكرملين أن "القوات البرية الروسية لم تشارك في العملية التي قام بها الجيش النظامي لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة تدمر لكن سلاح الجو الروسي قدم الدعم لقوات الحكومة السورية وسيستمر في ذلك".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين خلال مؤتمر عبر الهاتف "نتحدث عن دعم جوي من جانب طائراتنا، لا تقوم قواتنا المسلحة بأي عمليات برية هناك."
وأضاف "بعد سحب جزء من فرقتنا العسكرية من سوريا ستواصل وحدات سلاح الجو الموجودة في قاعدتي حميميم وطرطوس محاربة الجماعات الإرهابية وستواصل دعم هجوم الجيش السوري."
وأعلنت موسكو في وقت سابق من الشهر الجاري, البدء بسحب الجزء الرئيسي من قواتها على الأرض بقرار من بوتين بعدما "أنجزت مهمتها في سوريا", لكنها أعلنت عن مواصلة ضرباتها ضد "أهداف إرهابية" في سوريا.
وسيطر تنظيم (داعش) على مدينة تدمر بريف حمص, في أيار 2015, وذلك بعد انسحاب "مفاجئ" للقوات النظامية من آخر مقراتها فيها, حيث أقدم التنظيم لاحقاً على تفجير سجن تدمر الشهير، وتحطيم بعض القطع الأثرية في المدينة, كما نفذ التنظيم العديد من الإعدامات بالرجم أو قطع الرأس بحق العديد من الأشخاص، قبل أن ينسحب عناصر التنظيم من المدينة اليوم ليسيطر عليها الجيش النظامي، عقب معارك عنيفة دامت لأيام.
سيريانيوز