مساهمات القراء
هل بدأ مشروع التقسيم بسوريا ... بقلم : مروان
بدأت ملامح التقسيم تظهر بشكل واضح، خاصة مع تزايد الحديث في الأوساط الحاكمة في إدلب سابقاً، وآخرهم السيد الشرع في اجتماع سابق قبل بدء معركة ردع العدوان، عن تشكيل كيان سني قد يضم حلب إدلب حماة، وربما يشمل حمص، ولكن لا توجد تأكيدات قاطعة حول ذلك. في هذا السياق، تناول الجولاني هذا الموضوع في مقابلاته أكثر من مرة، مشيراً إلى فكرة هذا الكيان.
أما الساحل السوري الذي يشكل العلويون فيه نسبة كبيرة، فقد بدأت المطالبات بالحماية الدولية بالظهور. كذلك، وردت تقارير عن اجتماعات لأبناء الطائفة العلوية في تركيا بهدف تأمين حماية للعلويين في سوريا، خاصة مع امتداد المناطق العلوية إلى داخل تركيا. ويُطرح تساؤل حول إمكانية ظهور نفوذ تركي في الساحل السوري على غرار شمال سوريا، لا سيما مع وجود قرى تركمانية في المنطقة، قد تستخدمها تركيا كذريعة لتدخلها وربما ضم هذه المناطق مستقبلاً.
بالنسبة للجنوب السوري، يبدو أن إسرائيل تتوسع تدريجياً باتجاه دمشق، مع السيطرة على عدد من القرى والمدن قرب الجولان. تقارير دولية ومحلية أشارت إلى تمدد إسرائيلي يومي، مترافق مع تدمير للبنية التحتية، ما قد يكون تمهيداً لضم تلك المناطق. ويبدو أن الهدف الحقيقي لإسرائيل هو دمشق. كما أن هناك احتمالات تشير إلى إمكانية دمج مناطق النفوذ في الجنوب مع المناطق الكردية في شرق الفرات، مما قد يُرسخ مشروعاً جديداً يمتد بين تلك المناطق، ويعزز واقع التقسيم أكثر.
وفي منطقة شرق الفرات، تتزايد احتمالات تطور الكيان الكردي، الذي تمثله قوات سوريا الديمقراطية، إلى دولة مستقلة أو شبه دولة، مما يعزز هذا السيناريو.
المشهد الحالي يشير إلى مشاريع تقسيم واضحة: الساحل بيد تركيا، كيان سني يشمل ثلاث محافظات وربما أكثر، جنوب سوريا تحت نفوذ إسرائيل وربما متصل بشرق الفرات، وكيان كردي مستقل أو شبه مستقل. ومع ذلك، فإن سيطرة هيئة تحرير الشام على سوريا كاملة تبدو مستبعدة بسبب الاختلافات الثقافية والاجتماعية والدينية بين مختلف المناطق.
للأسف، الحديث عن مشاريع تقسيم طائفية كهذه يعكس مزيداً من التخلف والتراجع. الأمل الوحيد يكمن في تبني مشروع وطني حقيقي يواجه هذه المخططات، يعيد بناء سوريا على أسس المواطنة، ويضمن حقوق جميع السوريين، مع تجاوز الماضي الأليم الذي عايشناه طوال السنوات الماضية.
---------------------------------------------------------------
*الاراء الواردة في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع
*ارسل مساهمتك على الايميل [email protected]