-
البحر.. بقلم: احمد محمد علي الاعرج
الى روح الطفل ايلان و ارواح كل الاطفال الذين يحلمون بالشمس في كل يوم جديد
انا و البحر رفيقان
نلهو
كقوس قزح
كطائرة ورقية ملونة
كالشمس تشرق خلف الغيوم
نداعب الرمل
نرسم أزهار الإقحوان
لونا للقمر
صوتا للمدى
و بعض فرح
اليوم أكملت عامي الثالث
يا أبي
أركض عبر الحقول
بين البيوت
لا اتعب
أحمل في يدي مجرفتي الحمراء
و الدلو الصغير
أحفر الرمل باحثا عن إصداف
و أوراق
و قليل من الحلوى
قدماي الصغيرتان
تعانق الموج
كسنبلة أو شال من الحرير
تتراقص كل السنونوات
و أسماك البحر و النوارس قربي
ابني من الرمال سور بيتنا المهدم
غرفة نومي انا و أخي
مهدا و حلما و قليلا من الأمل
اكتب بأطراف أصابعي على صفحة النهار
اسمي و عنواني
أسماء رفاقي الذين ارتحلوا
والذين بقو
أحلامي
ثوبي المدرسي الأزرق
حقيبتي الجديدة
قلم الرصاص
ألوان الربيع
صوت المطر
رائحة التفاح عند الفجر
صوت المذياع
كل الاحلام و الامال
يا أبي
وحيدا انا هناك
أصابعي صغيرة
و الرياح عاتية
و الرحلة طويلة
من هنا
من حدود البارود و العنب
طويلة المسافات
و أقدامي متعبة
خلفي بقايا الليمون شامخات
فراشات تتوارى خلف جناح الحمام
ترحل عند الصباح
نجما و بعض شهاب
لا تترك يدي يا أبي
هناك في الزمن البعيد
يلوح بعض أمل
يناديني .....
زهر اللوز و عطر نيسان
رائحة البحر عند الفجر
صوت امي و أخي
طعم الخبز الطازج
غناء العصافير
ولادة النهار
رحيل البنفسج
و غناء الأطفال
يا أبي
لا تتركني وحيدا هنا
في منتصف النهار
كي العب و اغني
و اتعب و تتعب
فالانتظار طويل
و الموج سور عال
رفاقي في باحة الدار
وانا وحدي
و البحر قصة اليوم
و غدا القصة انا
قوس قزح يناديني
طرقات الترحال
أعواد الخيزران
أحجار الطريق الوحيدة
لون السماء في عيني أخي
كل القوافل و القوافي
يا أبي
لا تتركني
فأنا الشمس في كانون
و الشمس أنا وان احتجبت الحياة
و تاهت الرمال