لماذا ازعج بيان الاتحاد الاوربي النظام في سوريا الى هذا الحد؟

رد النظام على بيان المجلس الاوربي كان هجومي شديد اللهجة لدرجة انه وصف مؤسسة الاتحاد الاوربي بانها كيان هلامي بلا لون او طعم او رائحة. فماذا جاء في البيان الذي شكل كل هذا الازعاج للنظام؟..

رد النظام على بيان المجلس الاوربي كان هجومي شديد اللهجة لدرجة انه وصف مؤسسة الاتحاد الاوربي بانها كيان هلامي بلا لون او طعم او رائحة.

فماذا جاء في البيان الذي شكل كل هذا الازعاج للنظام؟..

 

في الاطار العام وفيما يعتبر النظام ان المعركة شارفت على الانتهاء وانه انتصر ونحن في الفصل الاخير الذي سيرفع العالم الراية البيضاء ويستسلم ويؤم المسؤولين الى دمشق مستجدين لقاء الرئيس الاسد، جاء البيان في ذات السياق ليعبر عن موقف ثابت بانه لن يكون هناك اي تحرك من قبل دول الاتحاد الاوربي قبل الوصول الى حل سياسي وفق القرار 2254، اي بدون عملية انتقال سياسي تنهي حكم النظام الحالي الموجود..

وليس هذا اكثر ما ازعج النظام..

الحقيقة بان اكثر ما ازعجه هو الاشارة الى الجرائم التي ارتكبها وتجديد الدعوة لتحويل ملف هذه الجرائم الى المحكمة الجنائية الدولية، بل كان هناك امر اخر اكثر استفزاز له وهو التشجيع على ما اسماه الملاحقة بموجب الولاية القضائية الوطنية التي تجري في العديد من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوربي..

في اشارة الى محاكمة انور رسلان وعلاء موسى.. والتشجيع على المضي في سياق مثل هذه المحاكمات في دول الاتحاد الاخرى.

تتزامن هذه الدعوة مع اهتمام واسع من قبل وسائل الاعلام والرأي العام بمحاكمة علاء موسى التي جاءت بعد الحكم التاريخي على انور رسلان، ومناشدات الحقوقيين والنشطاء التي تتزايد يوما بعد يوم للتحرك واقامة دعاوي مشابهة في بلدان الاتحاد الاوربي.

النظام يدرك بان دعوة الاتحاد الاوربي ومواقف مشابهة من قبل الولايات المتحدة تعني ان مستقبل النظام في سوريا انتهى، لن يتم التعامل مع نظام متهم وملاحق بجرائم حرب ولن يعود مثل هذا النظام الى المجتمع الدولي، وبالتالي فان بقائه مهما طال الزمن مؤقت وهو يشهد سنوات حكمه الاخيرة.

يجب ان ننوه ايضا لبعض الاشارات الهامة في بيان الاتحاد ومنها الاشارة الى استخدام عملية النزوح والتهجير لما اسمه استغلال لهذه العملية لغايات الهندسة الاجتماعية والديموعرافية للدلالة على تفريغ مناطق واسعة من سوريا من سكانها ودفعهم بتجاه مناطق اخرى ومحاولة تغيير التركيبة السكانية في تلك المناطق وفق اجندات سياسية وعقائدية.

الاشارة الثانية الهامة هو تدهور الوضع المعيشي للسوريين، وارتفاع عدد السكان الذين هم بحاجة للمساعدة الى 14 مليون نسمة مرتفعا من 11 مليون نسمة خلال عام واحد وهو ما يعكس التدهور السريع في الوضع المعيشي ويكذب كل ادعاءات النظام حول انجازاته في هذا الخصوص وتهيئة الظروف لعودة المهجرين.

من حيث المبدأ البيان جاء ليؤكد المؤكد حول مستقبل النظام في حكم سوريا، ولكن هذا مع الاسف لا يساعد في حل المشكلة، اذا لم يتم الضغط باتجاه احداث التغيير السياسي الذي يطالب به الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الاميركية وفق القرار 2254 الذي نعلم بان النظام لن يتعاون عمليا لتنفيذه.. فان عملية الاستنزاف والانهيار التي نعيشها ستطول الى حد لا يمكن ان نؤكد بانه سيبقى بعد ان نتنهي اي اساس يمكن البناء عليه لاعادة بناء الدولة السورية.


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close