اعتبرت أنقرة، يوم الجمعة، إن الإصرار على تسوية الأزمة السورية بدون الرئيس بشار الأسد، بات أمراً "غير واقعي"، مشيرة إلى أن التوصل لتسوية ينفي الحاجة لفرض منطقة حظر جوي في سوريا.
ونقل وسائل إعلام عن نائب رئيس الوزراء التركي محمد شمشيك، قوله خلال مشاركته في منتدى دافوس، إن "الأسد يتحمل مسؤولية معاناة الشعب السوري، لكن يجب أن نكون براغماتيين، وأن ننطلق من الواقع. والوضع تغير جذريا، ولذلك لا يمكن لتركيا أن تواصل الإصرار على تسوية الأزمة السورية بدون الأسد. إنه أمر غير واقعي."
وكانت تركيا تشدد على رحيل الأسد مشيرة الى أن هذا هو الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار في سوريا.
وسبق لصحيفة "الشرق الأوسط" أن نقلت عن مصادر في وزارة الخارجية التركية, في شهر تموز 2016, قولها بأن هناك توجه تركي للقبول ببقاء الرئيس بشار الأسد "لفترة انتقالية قصيرة".
وتابع شمشيك "أعتقد أن علينا أن نتعامل مع ما يوجد لدينا، في هذا السياق تلعب روسيا وإيران وتركيا دورا كبيرا"، لافتاً إلى أن بلاده تعلق آمالا كبيرة على المفاوضات في أستانا.
وترعى تركيا وروسيا وإيران اجتماعاً مرتقباً للنظام والمعارضة السورية في العاصمة الكازاخستانية استانا في 23 الشهر الجاري، حيث من المتوقع أن يتم على إثره تثبيت اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا.
ولفت المسؤول التركي أنه في حال التوصل إلى تسوية مستقرة في سوريا، لن تكون هناك ضرورة لفرض مناطق حظر طيران فوق سوريا، موضحاً "إذا كنا نتحدث عن اللاعبين الرئيسيين الذين يتعاملون مع بعضهم البعض في أراضي سوريا ويتحدثون عن وقف إطلاق النار، شريطة أن لا نعود إلى النزاع الفعلي، فأعتقد أنني لن أدعم هذه الفكرة (فرض مناطق حظر طيران)".
وأعاد إلى الأذهان أن تركيا دعت طوال سنوات الحرب السورية إلى فرض مثل هذه المناطق من أجل "حماية المواطنين السوريين الذين كانوا يهربون من المعارك لإنقاذ حياتهم".
وبدأ في 30 كانون الأول الماضي سريان وقف إطلاق نار شامل في الأراضي السورية، بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية, الا ان الهدنة شهدت خروقات في عدة مناطق, وسط تبادل للتهم بين النظامي والمعارضة.
يشار الى ان تركيا طالبت سابقاً بإنشاء منطقة امنة على الحدود السورية بعمق 10 كم تشمل مدينة اعزاز، في اطار تعهدها بعدم السماح لقوات كردية بالسيطرة على المدينة.
سيريانيوز