شهد ريف محافظة إدلب, الجمعة, معارك عنيفة وعمليات كر وفر بين الجيش النظامي و فصائل معارضة مسلحة, بالتزامن مع تحقيق الجيش النظامي تقدما في ريف حلب الجنوبي و الشرقي و سيطرته على عدة قرى .
وأفاد نشطاء و مصادر معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي, أن الاشتباكات العنيفة تجددت الليلة الماضية نتيجة لهجوم مباغت شنته قوات الجيش النظامي على منطقة الزرزور التي خسرتها أمس إثر هجوم معاكس من قبل مسلحي "هيئة تحرير الشام" "جبهة النصرة" والفصائل المتحالفة معها.
وأوضح النشطاء أن الزرزور واحدة من ثلاث قرى يحتفظ المسلحون بالسيطرة عليها (علاوة على أم الخلاخيل ومشيرفة شمالي)، وسط تضارب الأنباء عن الجهة المسيطرة على بلدة عطشان، لافتين الى أن القوات النظامية تمكنت من استعادة جميع المناطق الأخرى التي خسرتها أمس، بما في ذلك قرى الحمدانية والسلومية والجدوعية، والخوين وتل مرق.
من جهتها, ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الفصائل المقاتلة في ريف ادلب شنّوا هجوماً عنيفاً باء بالفشل على المواقع التي يسيطر عليها الجيش النظامي .
وأضافت الوكالة نقلاً عن قادة ميدانيين أن مقاتلي "الحزب التركستاني" استقدموا معظم قواتهم المتمركزة في أقصى ريف اللاذقية الشمالي وجسر الشغور عبر أرتال ضخمة تضم حاملات للدبابات وعربات مصفحة ومجموعات مختلفة من سيارات البيك أب المزودة برشاشات تتقدمها سيارات همر تركية يستقلها متزعمو "الحزب التركستاني" والتي توجهت إلى منطقة خان شيخون لبدء هجماتها بالتعاون مع مجموعات "جبهة النصرة" و"نور الدين الزنكي" مركزة الهجوم على محورين رئيسيين هما عطشان والخوين إضافة إلى محاور وهمية من جهة مطار أبو الضهور وسنجار.
وأوضح القادة أن التنظيمات المسلحة كانت تخطط لضرب نقطة ارتكاز الجيش بين حماة وإدلب وفصل القوات المتقدمة على شكل هرم في ريف إدلب عن القاعدة في حماة إلا أنهم وجدوا قوات النظامي تتقدمها أفواج التدخل السريع وقوات الاقتحام على أهبة الاستعداد لاحتواء هذا الهجوم بتخطيط عسكري متقن تم معه إخلاء بعض النقاط المتقدمة لخلق جيوب لتدخل فيها عناصر الفصائل المسلحة في الخوين وعطشان وتل مرق والحمدانية وأبو عمر ومن ثم نفذت وحدات الجيش بمختلف تشكيلاتها عمليات منسقة ومنظمة معاكسة باستخدام سلاحي المدفعية والراجمات والرشاشات الثقيلة وبإسناد من سلاح الطيران.
وأشار القادة الميدانيون إلى أن وحدات الجيش تقدمت من جديد إلى مواقعها الأساسية وأعادت تثبيت كامل قوتها مركزة جهودها على التوسع الأفقي في تحرير قرى ريف إدلب.
وحقق الجيش النظامي تقدماً في الأيام الأخيرة في ريف ادلب الجنوبي الشرقي, حيث تمكن من استعادة العشرات من القرى والبلدات أبرزها قرية سنجار, بعد معارك مع فصائل معارضة مسلحة.
وتشهد عدة مناطق بريف ادلب منذ الأيام الماضية تصعيد في عمليات القصف, مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى, وسط حركة نزوح من الأهالي هربا من العمليات العسكرية.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام"، " جبهة النصرة" سابقاً، على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، فيما يقتصر وجود الفصائل المسلحة الأخرى على مناطق محدودة فيها.
وتعد محافظة ادلب من ضمن المناطق المشمولة باتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في ايلول الماضي في أستانا.
وفي ريف حلب, أفادت معلومات متطابقة من مصادر عدة أن الجيش النظامي واصل تقدمه في ريف حلب الجنوبي والشرقي محققاً السيطرة على 34 قرية ومنطقة خلال 72 ساعة وبذلك يصل إلى مشارف بلدة الحاجب في الريف ذاته.
وأشارت المصادر إلى أن القرى هي أم عنكش، الصالحية، برج حسين ضاهر، تل صومعة، جب أطناش فوقاني، جب أطناش تحتاني، سحّور، الحردانة، الأسدية، رسم العميش، حوير الحص، البناوي، جب الأعمى، العميرية، ابو جلوس، برج السما، تل عنبر، أبو عبده، علف، أم غراف، أم غبار، صبيحة، عيطة، ام سنابل، أم خان، أم العمد قبلي، حوارين، رملة، مزيعلة، نوارة، رسم الشيخ، تل الصبحة، تلة أبو رويل ومقبرة أبو رويل .
وتشن القوات النظامية هجوما عسكريا متزامنا من ثلاثة محاور في ريف حماة الشرقي وإدلب الجنوبي وحلب الجنوبي، بغية التوغّل في ريف إدلب للوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري الاستراتيجي.
سيريانيوز