اتفق أطراف اللقاء الثلاثي في موسكو, الذي جمع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش أوغلو, يوم الثلاثاء, على خطوات وإجراءات تهدف الى حل الأزمة السورية, من بينها الاستعداد الثلاث لضمان الاتفاق المستقبلي بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأوضح البيان المشترك للوزراء ان الدول الثلاثة تؤكد "احترامها لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها بصفتها دولة متعددة الأعراق والطوائف الدينية وديمقراطية وعلمانية".
ورفض البيان "الحل العسكري" للازمة السورية, معترفاً "بأهمية دور الأمم المتحدة في تسوية الأزمة، بناء على قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي".
وجاء ذلك عقب يوم على اعلان مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا أن المفاوضات بين مختلف الاطراف السورية ستستأنف في الثامن من شباط القادم في جنيف.
وجاء في البيان أن الوزراء يأخذون بعين الاعتبار" قرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا", ويحثون جميع الدول على "تعاون نزيه من أجل إزالة الحواجز أمام تطبيق الاتفاقات الواردة في هذه الوثائق".
ورحب البيان "بالجهود المشتركة في شرق حلب، والتي من شأنها أن تسمح بإجراء إجلاء طوعي للمدنيين وإخراج مسلحي المعارضة من هناك, كما رحب بإجلاء المدنيين الجزئي من الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا، مشددا على "ضمان استمرارية هذه العملية ".
واكد البيان على "اهمية توسيع نظام وقف إطلاق النار، وإمكانية وصول المساعدات الإنسانية وحرية تنقل السكان المدنيين في أراضي سوريا".
وتأتي هذه المشاورات قبل يوم من إتمام عملية إجلاء عناصر المعارضة المسلحة وعائلاتهم من شرق حلب وبلدتي كفريا والفوعة بريف ادلب.
وتبنى مجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين, بالاجماع مشروع قرار بشأن نشر مراقبين أمميين في مدينة حلب , لمتابعة إجلاء باقي المسلحين والمدنيين من المدينة.
وأكد البيان عزم الدول الثلاث على جمع جهودها في مكافحة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" والعمل على فصل مجموعات المعارضة المسلحة عنهما.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, يوم الثلاثاء, ان أطراف اللقاء الثلاثي بين موسكو وطهران وأنقرة توصلوا لاتفاق على عدة أمور تخص تسوية الأزمة السورية, من بينها الاستعداد لوضع اتفاق بين السلطات السورية والمعارضة والسورية.
وسبق ان اعلن لافروف, الثلاثاء, إنه لا رحمة "للإرهابيين" في سوريا بعد قتل السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو قال, في وقت سابق اليوم, قبيل اللقاء الثلاثي في موسكو, أن روسيا وتركيا وإيران مستعدة لأن تكون دولا ضامنة لحل الأزمة السورية.
وسبق ان اكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي , عقده وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران , على ان "نظام وقف إطلاق النار يجب ان يشمل كافة أراضي البلاد، كما يجب ان يطبق بين جميع الاطراف السورية, دون أن يشمل هذا النظام تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في هذا المؤتمر, أن طهران وموسكو وأنقرة "تتعهد بمحاربة تنظيمي داعش وجبهة النصرة والمجموعات المتحالفة معها، بصورة مشتركة وكذلك بفصل هذه التشكيلات عن المجموعات المعارضة الأخرى".
واضاف ظريف ان " البيان المشترك، لروسيا وإيران وتركيا، يحدد التزامات الدول الثلاث في تسوية الازمة في سوريا، موضحا أن "الحديث يدور عن "تقديم مساعدات إنسانية والبحث عن التسوية السياسية مع الأخذ بعين الاعتبار مبادئ احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها".
يشار الى ان المباحثات جاءت بعد يوم على اغتيال السفير الروسي في انقرة اغتيال السفير كارلوف, حيث علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه الحادثة واعتبرها استفزاز يستهدف العلاقات الطيبة بين روسيا وتركيا والتسوية في سوريا, كما اشار الرئيس التركي الى ان حادثة الاغتيال لن تؤثر على العلاقة بين البلدين.
سيريانيوز