حذرت الأمم المتحدة، يوم الخميس، من خطر توقف شريان المساعدات لملايين السوريين، واصفة وضع حلب "بالكارثي"، إثر تعرض مشفى لقصف جوي، راح ضحيته طبيبين وحوالي 20 قتيلاً آخرين.
وقال رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيجلاند، للصحفيين بعد اجتماع أسبوعي للقوى الكبرى والإقليمية الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا، "لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة."
وتمر "الهدنة" في سوريا بمرحلة "تراجع", حيث تتصاعد "الاعمال القتالية" في عدة مناطق وخاصة بحلب, بعد انخفاض وتيرتها في الآونة الاخيرة, اثر دخول اتفاق "الهدنة" حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي, وسط تبادل اتهامات بين النظام والمعارضة بخصوص خرق الهدنة, فيما تراجعت نسبة إيصال القوافل الانسانية هذا الشهر.
وأضاف إيجلاند "تم إبلاغ أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا مباشرة اليوم بالتدهور الكارثي في حلب خلال اليوم أو اليومين الأخيرين.. وكذلك في أجزاء من منطقة حمص."
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قالت في تغريدة على "تويتر" إن "ضربة جوية مباشرة، ليل الأربعاء، دمرت مستشفى تدعمه في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب".
كما ذكرت وكالة (أ ف ب) أن من بين القتلى طبيبين، الأول طبيب أطفال وهو الوحيد الموجود في الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق مدينة حلب، والثاني طبيب أسنان، مشيرة الى انتشال عائلة من خمسة أفراد، بينهم طفلان، من تحت أنقاض المبنى السكني.
من جانبها نقلت وكالة (سانا) الرسمية عن مصدر عسكري لم تسمه قوله أنه "لا صحة للأخبار التي تناقلتها وسائل اعلام حول استهداف سلاح الجو مشفى في حي السكري بحلب"، معتبرا ان "هذه الاتهامات تهدف للتغطية على الانتهاكات التي تقوم بها المجموعات الارهابية بحق المدنيين".
وطالب المسؤول الأممي إيغلاند بالسماح بوصول المساعدات إلى 35 منطقة محاصرة ويصعب الوصول إليها خلال أيار المقبل.
وكان المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا أوضح في تصريحات صحفية عقب اجتماع أسبوعي لقوة العمل الإنسانية التي تتألف من قوى كبرى وإقليمية، في 21 نيسان الحالي، أنه "تم إيصال المساعدات إلى نحو 560 ألف نسمة، ما يعادل نصف سكان المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها في سوريا"
وكان دي ميستورا قال مؤخراً، إن هناك "تقدم متواضع" ولكنه "حقيقي" في إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وان الحكومة السورية ما زالت تمنع دخول الإمدادات الطبية والجراحية لبعض المناطق ووصف ذلك بأنه أمر "غير مقبول".
وتقع حوالي 18 منطقة في سوريا تحت الحصار، إما من قبل النظام أو من فصائل معارضة وكتائب إسلامية أو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ويأتي في مقدمتها مدينة دير الزور شرقي سوريا، وبلدات معمضية الشام وداريا ومضايا والزبداني وبقين والغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة إلى بلدات الفوعة وكفريا بريف إدلب.
سيريانيوز