قناة اليوتيوب
مظاهرات تركيا.. هل يرحل اردوغان ويبقى الاسد!؟
اذاً خرج الاتراك الى الشوارع مناهضين لسياسة اردوغان مطالبين باستقالة الحكومة، بعد انهيار كبير في سعر صرف الليرة التركية.
المطلع على الشأن التركي يعرف ان شعبية اردوغان تراجعت كثيرا في السنوات الماضية والعنوان الرئيسي هو الاقتصاد والوضع المعيشي للمواطن التركي.
يمكنك مشاهدة التقرير على يوتيوب .. اضغط هنا
ورغم ان الحكومة تحاول تعويض اثار التضخم السنوي بزيادة مماثلة على الرواتب والاجور الا ان العامل النفسي وبعض الاثار السلبية التي لا بد منها في مثل هذا السيناريو كانت كفيلة باثارة سخط غالبية الاتراك على الحكومة وعلى الرئيس ذات نفسه.
لا شك بان المعارضة تلعب دورا ايضا في استخدام هذا لمصلحتها السياسية وتحقيق نقاط اضافية باتجاه الانتخابات الرئاسية القادمة.
طبعا يجب ننوه ان الانهيار اصاب سعر صرف الليرة التركية وليس الاقتصاد التركي، الاقتصاد التركي امر اخر وعموما هو بخير مع التأكيد على ان الانهيار الذي حصل خاصة في الاسابيع الاخيرة سيؤثر على المدى القريب سلبا عليه.
نعود للمظاهرات التي خرجت يوم امس..
الحقيقة انا واعتقد الكثيرين غيري باتوا يخشون العيش في بلد لا يوجد فيه مظاهرات، بلد تتحكم فيه سلطة مركزية في كل شيء بدون ان يكون للمجتمع اي ادوات للدفاع عن نفسه.
وكان الشك قد بدأ يتسرب الي وانا اراقب هذا الارتفاع المطرد لليرة وتبرم الناس من هذا الامر دون ان يكون هناك ردود فعل ظاهرة من المعارضة او على المستوى الشعبي..
والحقيقة ان خروج المظاهرات يوم امس.. جعلني اشعر بالارتياح والطمئنينة..
دائما مثل هذه الاحداث على عكس ما يعتقد البعض هي امر ايجابي.. تدلل على ان المجتمع ما زال مجتمع حي ويمتلك الاسلحة للدفاع عن مصالحه عندما تتسبب السياسات الحكومية بالاذى له.
وهذا ما يهم..
البقاء في السلطة لوقت طويل سيتسبب في تشوهات للنظام الديموقراطي وتراجع في الحريات العامة، تداول السلطة ركيزة اساسية من ركائز الحكم الديموقراطي.
لذلك تغير المزاج العام في تركيا ضد اردوغان والحزب الحاكم قد لا يكون شرا كله، بالنسبة لتركيا وشعبها اعتقد بان التغيير اصبح مطلوبا، واعتقد بان سير الامور منذ الانتخابات البلدية يبشر بان تداول السلطة عملية سيتم استئنافها في العام 2023.
الان يجب ان نفكر كيف سينعكس هذا على السوريين.. هل هذا من مصلحة السوريين المقيمين في تركيا؟
قد يبدو حزب العدالة والتنمية هو حامي السوريين في تركيا وهو الذي فتح الباب للملايين ليستقروا فيها، وبالطبع هذا صحيح كان له دور كبير بحكم وجوده في السلطة، ولكن السؤال هل هذا السبب الوحيد.
من يراقب سير الاحداث في السنوات الاخيرة، سيستنتج بسهولة بان السياسة التي تنتهج تجاه السوريين سياسة الدولة وليست سياسة اردوغان، تحقق مصالح الدولة وليست بالضرورة تحقق مصالح اردوغان..
وسلوك تركيا بالنسبة للسوريين اصبح محددا في مسار واضح وهو مسار يحدده اولا مصلحة الدولة التركية.
وتكلمنا في هذا الموضوع في اكثر من مناسبة، عن المنطقة العازلة وترتيب مسار لاعادة اللاجئين السوريين اليها..
هذا الموضوع ليس له علاقة بمن يحكم تركيا وسيتم تنفيذه بكل الاحوال، وربما ضرورة تنفيذه ستزيد من فرص المعارضة في ان تصل للسلطة في انتخابات عام 2023.
اكثر من ذلك باتت الصورة واضحة اليوم بان التعامل مع القضية السورية يمضي بما يمكن ان نقول عنه تواطؤ دولي محدد بين تحمل اعباء والحصول على مكاسب من هذا الانفجار الكبير، واذا ادركنا باننا نتعامل مع دول فان سياسات هذه الدول في الامور الاستراتيجية لا تتغير كثيرا بتغير الحاكم فيها.
يحضرني صورة تم تداولها كثيرا بين المؤيدين كيف رحل معظم القادة والرؤساء الذين عاصروا الازمة السورية منذ بدايتها وبقي الاسد، واعتقد بانه سيتم ضم صورة جديدة الى هذه اللوحة لرجب طيب اردوغان.
ولكن في المقابل هناك لوحة يجب علينا ان نظهرها ايضا لتكون الصورة واضحة، بان في غضون ذلك.. بقيت كل الدول التي رحل زعمائها وعملت بمبدأ تداول السلطة.. ورحلت سوريا الى الابد..
نضال معلوف