قناة اليوتيوب
زيارة وزير الخارجية .. ماذا بقي لنبيعه للصين !؟
زار قبل أيام وزير خارجية الصين دمشق والتقى بالرئيس الأسد، في وقت تجمد فيه معظم دول العالم علاقاتها مع دمشق ، جاءت الزيارة في يوم أداء بشار الأسد للقسم الدستوري .. فما هي الرسائل والدلالات.
نعلم في العلاقات بين الدول لا يوجد شيء بالمجان ورغم ان الموقف الصيني يعتبر في سياق التحالف مع روسيا ، إلا ان الحلفاء أيضا يتقاسمون المصالح وغالبا ما يتنافسون على تحصيل الفوائد والامتيازات.
شاهد التقرير كاملا .... اضغط هنا
زيارة وزير خارجية الصين لساعات لدمشق يمكن تصنيفها ضمن الدعم السياسي التي تقدمه الصين للنظام لتبدو بأنها تثبيت لشرعيته المنزوعة عنه من قبل معظم دول العالم.
ولكن أيضا هي تذكير للنظام بان حصة الصين يجب أن تكون محفوظة وهي غير حصة روسيا الحليف.
عموما بالنسبة للصين فان هناك قضية أمنية تتمثل بالمقاتلين الايغور الذين يقاتلون ضمن صفوف المعارضة في الشمال، ومواجهة النفوذ الأميركي المتمدد والمتجذر في المنطقة.
طبعا لا احد يريد أن يعوم الرئيس الاسد حتى الصين وروسيا ، فمصالح الدولتين تتحقق اكثر مع رئيس ضعيف يكتسب شرعيته من الإسناد السياسي الذي توفره الدولتان ، والثمن الذي يمكن ان تحصلا عليه اكبر بكثير فيما اذا أعادتا للأسد شرعيته .. وعموما هذا امر مستحيل ..
اي ان مصالح الصين في سوريا حاليا هي مصالح أمنية وعسكرية وسياسية ..
وهي تعلم بأنه لم تعد الموارد التي توزعت على الدول المتدخلة في سوريا ما يمكن ان تطمع فيه ، وهي اذكي من أن تفكر بأي شراكة اقتصادية في الوقت الراهن.
لن تذهب الصين الى التفكير بالاستثمار في سوريا، لان الاستثمار في بلد غير مستقر امنيا والوضع مهدد فيه بالانفجار في اية لحظة بالإضافة لمشاكل بالجملة يعاني منها تجعل أي ضخ لأموال فيه عملية خاسرة مسبقا ..
ولكن ارض سوريا تحولت الى ساحة متقدمة للمواجهة بالنسبة لها ، فتواجد الولايات المتحدة الاميركية العدو وروسيا الحليف وتركيا التي يمكن ان تتمدد في نفوذها الى افغانستان .. الى حدود الصين ...
ويجب ان يكون لها تواجد في هذه الساحة .. تبدأ عملية الدفاع عن مصالحها من هنا .. من سوريا ولكي تضمن حصتها من النفوذ على المدى الطويل ، الذي يمكن ان تستخدمه حينها الى منصة اقتصادية تستهدف المنطقة وتكون بوابة لها باتجاه الغرب ..
تنظر الصين الى سوريا على انها بلد مدمرة ، خلقت فراغا في المنطقة تسعى الولايات المتحدة لكي تسيطر عليها وروسيا لكي تحتفظ بحصتها منه وتركيا لتقضم منه ما يوفر مصالحها وتتسلل ايران الى داخله لتكون جزءا من اي معادلة مستقبلية فيه ..
لا يمكن للصين في هذه الحالة الانتظار لترى النتيجة النهائية ، التي يمكن أن تحول المنطقة لحصن متقدم للولايات المتحدة العدو يمكن ان نيرانه عليه ، او ساحة مصالح للحليف الروسي لن يكون من السهل ان يتنازل عن أي من مصالحها هذه حتى لصالح الدولة الصديق ..
تدرك الصين بأنه إذا كانت تريد أن تواجه الولايات المتحدة وتشارك روسيا في المنطقة فعليها ان تتحرك منذ الآن وتضع قدماً تقف في مواجهة الخطوات الأميركية وتمضي في شراكة مع المسيرة الروسية ..
هي ليست جهود تساعد أصحاب الأرض على استعادة ملكهم .. بل خطوة لتضمن حصتها في التركة .. لا أكثر ..
للاطلاع على مواضيع اخرى تهمك ،تابع قناة اليوتيوب... اضغط هنا