أصدر عددا من كتاب الدراما السورية ماأسموه بـ "ميثاق شرف كتاب الدراما السوريين المستقلين" والذي يهدف لمساعدة الدراما السورية على التعافي ورفع مستواها الذي بات دون المستوى الفني والفكري المطلوب وفق اعتقادهم.
وينطلق هذا الميثاق الذي قام الكاتب ممدوح حمادة بنشر بنوده عبر حسابه على موقع "فيسبوك" من أن "الدراما السورية لم تكن مجرَّد عملٍ ربحيٍ يتوسل التواجدَ على مِنصاتِ العرضِ التلفزيونيةِ فحسبْ، بل كانت وستبقى جزءاً من هويةٍ ثقافيةٍ وفكريةٍ من وجهةِ نَظَرِ صُنّاعِ المحتوى الدرامي على أقلِّ تقديرٍ وتوصيف ونتيجةَ إحساسِ الجمهورِ بشيءٍ من الخذلان، بعد خروجها من ساحة المنافسة".
ويهدف الميثاق الى "منع الاعتداء على نص الكاتب وعدمِ العبثِ بشخصياته التي كتبها وفق تصوُّرٍ صارمٍ يُحيلُ إلى موقفٍ ودلالةٍ لا يجوزُ المساسُ بها".
وأوضح الكتاب الموقعون أن هذا الميثاق يأتي نتيجة القيام باستقدام كتاب وتكليفهم بتبديل أو تعديل النص الأصلي بما يخالف موقف كاتبه الأصلي وأفكاره فيه، ويمالايشبه الناتج الأصلي .
ومن أبرز الكتاب الموقعين عليه كل ممدوح حمادة ورافي وهبة وسامر رضوان واياد أبو الشامات ونور شيشكل وسلام كسيري وخلدون قتلان ومازن طه وخالد خليفة ورانيا بيطار وغيرهم
وفيما يلي نص الميثاق الكامل
ميثاق شرف وبيان آمال وتطلعات
إنطلاقا من أن الدراما السورية لم تكن مجرَّد عملٍ ربحيٍ يتوسل التواجدَ على مِنصاتِ العرضِ التلفزيونيةِ فحسبْ، بل كانت وستبقى جزءاً من هويةٍ ثقافيةٍ وفكريةٍ من وجهةِ نَظَرِ صُنّاعِ المحتوى الدرامي على أقلِّ تقديرٍ وتوصيف ونتيجةَ إحساسِ الجمهورِ بشيءٍ من الخذلان، بعد خروجها من ساحة المنافسة، وَجَبَ علينا ككتاب دراما مستقلين التنادي من أجل محاولة وضع ضوابطَ أوليةٍ قد تشكّلُ الخطوةَ الأولى لمرحلةِ التعافي، ولو بصيغةِ اتفاقِ الكتابِ فيما بينهم، وبيان آمالهم وتطلعاتهم وقد صار النفق واضحَ المعالم، وبائنَ المخاطر .
هل هذا يعني أن المسألة بيدنا وحدنا؟! بالتأكيد لا، لكنَّ كتابَ الدراما السوريةِ هُمُ العمودُ الفِقْرِيُ للصناعة، واللبنةُ الأولى في تأسيس الهويةِ الفكريةِ لهذا المنتج، لأنهم ساهموا عبر أعمالهم التي غَزَتِ المحطاتِ العربيةَ، في تعريف الآخر ببلدنا وطبيعتِها وثقافتِها ولهجتِها، وخصوصيةِ تَشَكُّلِ حوامِلِها الاجتماعيةِ والسياسيةِ والدينية.
وعليه: فإننا نرى أنَّ الخطوةَ الأولى للدخول مجدداً إلى ساحة الحضور، تنطلق من منع الاعتداء على نصِّ الكاتب، وعدمِ العبثِ بشخصياته التي كتبها وفق تصوُّرٍ صارمٍ يُحيلُ إلى موقفٍ ودلالةٍ لا يجوزُ المساسُ بها.
وقد انطلق هذا الموقف بعد عدد من الحوادث التي تتلخص باستقدام كتّابٍ وتكليفهم لتبديلِ أو تعديلِ الناتجِ الأصيل، وخروجِ نتاجٍ لا يشبه المحتوى المتفقَ عليه، والذي قد يخالفُ موقفَ كاتِبِهِ الأصليِّ بزج كلام الآخرين وأفكارِهم فيه.
نص ميثاق شرف وبيان تطلعات وآمال
1- أنا الكاتب السوري المستقل:
بمجرد إعلان هذه الوثيقة، أتعهد باحترام منجز زملائي، وعدم التدخل في نصوصهم، أو تعديل ايِّ بناءٍ دراميٍ لهم، أو إعادةِ كتابته، أو استكمالِه نيابةً عن صاحبِه المتعاقدِ عليه أصولاً، إلا في حالِ الحصولِ على موافقةٍ خطّيةٍ مُسْبَقَةٍ منه، وبما يضمنُ كافّةَ حقوقِهِ الماديةِ والمعنوية.
2- أنا الكاتب السوري المستقل
آمل من شركائي المِهْنِيينَ من منتجين ومخرجين وممثلين وفنيين، تأييدَ هذه الوثيقة بإعلانها، متطلعاً إلى دعمهم من أجل إعادة الاعتبار للضوابط المتعارف عليها في كل دول العالم.
3- أنا الكاتب السوري المستقل:
أعتبر أن الأوانَ قد حانَ لتغييرِ صيغةِ العقدِ الذي تُبْرِمُهُ شركاتُ الإنتاجِ مع الكاتب، من صيغة عقدِ (إذعان) إلى صيغةِ عقدٍ يضمنُ حقوقَه وحقوقَ جميع الأطراف الأخرى، وأدعو المؤسساتِ الرسميةَ والخاصةَ المعنيةَ بالإنتاجِ الدرامي، للمشاركة في وضع صياغةٍ قانونيةٍ موحَّدةٍ لعقود كتاب الدراما، تضمن حقوقَهمْ في الملكيةِ الفكريةِ والأدبيةِ لنصوصهم، وتمنعُ أيَّ شكلٍ من أشكالِ الاعتداءِ عليها، وتراعي عدمَ سلبِهم ثمراتِ جهدِهم في تأليفِها، وتكفلُ عدمَ تعديلِ أو تحريفِ كتاباتِهمْ شكلاً أو مضموناً، وتضمن حقَّ الكاتب في استخدام مقاطع من عمله، ليبثَّها على قنواتِه الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، كحقٍّ شرعيٍّ لا ينتقِّصُ من حقِّ المُنْتِجِ في عرضِ كاملِ الحلقات، وأن يُنظر إلى هذا المطلبِ - من جميع الزملاء - كَنَقّلَةٍ حضاريةٍ جديرةٍ بالاحترام، وليس كمطالبةٍ بتقاسمِ الغنائم، سعياً لبناءِ وإرساءِ علاقةٍ قائمةٍ على احترام الرأي والرأي الآخر، وعلى الأسسِ المِهْنِيَةِ الموضوعيةِ التي تحفظُ لكلِّ مختصٍّ حقوقَ ممارسةِ اختصاصه ، وعلى القواعدِ الاخلاقيةِ المتعارفِ عليها.
4- أنا الكاتب السوري المستقل:
أدركُ أنني جزءٌ من الحَراكِ الفكري للهوية الوطنيةِ بشتى تفرعاتِها وتقسيماتِها، وأن سوريا هي أولاً وقبلَ أيِّ شيء آخر، وأعي أن تراجع دراماها إنما هو انعكاسٌ طبيعيٌ لحالة الصراع الذي تعيشه يومياتُها، وأنه من غير الممكنِ بأيِّ حالٍ من الاحوال، تحسينُ المُنتَجِ الدراميِّ بواقعِ الأوضاعِ الراهنةِ أو بمعزِلٍ عنها، وخصوصا في ظلِّ افتقاد الدراما الواقعيةِ لمصادرِ التمويلِ المستقلَّةِ، ولمِنَصَّاتِ العرضِ المهتمة فإن كان من الطبيعيِّ أن أهاجر وغيري من زملاء المهنة مؤقتاً للعمل في الإنتاجات المشتركة، ريثما يستيقظُ رأسُ المالِ المحلي، لأخذِ دوره في رحلة البناء القادمة رغم شقائها، فإنني آمل ان لا يتم استهدافي بسبب ما أطرحه في عملي الدرامي من مواقف فكريةٍ أو سياسيةٍ، أو تقييدِ حريةِ تفكيري مما يؤثر سلباً على نوعية الدراما التي أقدِّمُها.
5- أنا الكاتب السوري المستقل:
أعي أن العالمَ العربيَّ يعيشُ تحولاتٍ جذريةً وعميقةً في كلِّ الميادين، وعلى كافة الأصعدة، وأن الصراعَ المحتدمَ بمختَلِفِ أشكاله وتجلياتِه ومواقفِ أقطابه ومصالِحِهم، يعيدُ تشكيلَ الهوياتِ وتعريفَ مفاهيمِها وصياغةَ عقودِها الاجتماعيةِ، مستخدماً - فيما يستخدم- الأعمالَ الدراميةَ كقوةِ تغييرٍ ناعمة ، لما تمتَلِكُهُ من جاذبيةٍ بصريةٍ و حكائيةٍ، وتأثيرٍ عميقٍ لنجومِها على جمهور المشاهدين .
لهذا أرى أن الخطرَ لا يَكمنُ فقط، بتحميلها أجنداتِ مموليها السياسيةِ ، ولا حساباتِ مُنْتِجِيَها الربحيةِ، ولا مجموعةِ القِيَمِ التي تَهدُفُ مِنصاتُ عرضِها لتكريسِها ، بل تكمنُ الخطورةُ أيضاً ، بإبعاد الإنتاجاتِ الدراميةِ عن واقِعِهَا، ومحاولةِ تعقيمِها، ونزعِها من شرطها التاريخيِّ وعزلِها عن محيطها، أملاً في خفضِ قوةِ تأثيرِها على مجتمعاتها، وإظهارِها كَمُنْتَجٍ كسيحٍ، يسيرُ في وادٍ، وواقِعُهُ يسير في وادٍ آخر وهذا يعني بدايةَ فَكِّ الارتباطِ مع الجمهورِ المستهدف، الذي تابعنا ردودَ أفعالهِ الغاضبةَ من دراما تتحدث لهجةَ بَلَدِهِ، إلا أنه لا يرى نفسَهُ بها، ولا مشكلاتِه فيها.
6- أنا الكاتب السوري المستقل:
أتحملُ كاملَ المسؤوليةِ عن أعمالي الدرامية التي ساهمت في رسمِ صورةِ الدراما