قال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي, يوم الجمعة, إن فكرة المناطق الآمنة لن تنجح داخل سوريا في حماية الفارين من الحرب الدائرة في البلاد منذ ما يقرب من ست سنوات.
وقال جراندي, في مؤتمر صحفي في بيروت, "بصراحة.. لا أرى في سوريا الظروف المواتية لإقامة مناطق آمنة فعالة وناجحة".
وجاء ذلك على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, الأسبوع الماضي, أنه سيقيم "مناطق آمنة" في سوريا لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك, ما حدا بالكرملين لدعوة ترامب الى دراسة عواقب قراره هذا.
وتابع جراندي "في ظل التشظي وعدد الأطراف (المتقاتلة) ووجود جماعات إرهابية فهو ليس المكان الصحيح للتفكير في مثل هذا الحل".
وأضاف جراندي, الذي أنهى منذ وقت قليل زيارة إلى سوريا, إن وكالته لم يتواصل معها أي طرف بشأن خطط المناطق الآمنة وليس لديها أي تفاصيل عما قد يشكل منطقة آمنة وكيفية تنفيذها.
وأفاد جراندي "دعونا لا نضيع الوقت في التخطيط لمناطق آمنة لن تقام لأنها لن تكون آمنة بما يكفي للناس للعودة... دعونا نركز على التوصل للسلام حتى يصبح كل شيء آمنا, في ذلك الهدف يجب أن نستثمر".
وكانت الحكومة السورية قالت, يوم الاثنين, إن أي محاولة لإقامة ما يسمي بمناطق آمنة للاجئين والنازحين دون تنسيق مع دمشق هو "عمل غير آمن" ويشكل انتهاكا للسيادة السورية.
كما طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, يوم الأربعاء, الرئيس الامريكي بأن يكون "أكثر تحديدا" بشأن اقتراحه المتعلق باقامة "مناطق آمنة" في سوريا, مشيراً الى ان بلاده تنتظر منه تقديم مزيد من التفاصيل بخصوص هذه المبادر, وذلك عقب تأكيده على استعداد بلاده لدراسة تطبيق هذه الفكرة شرط موافقة دمشق عليها.
بينما أبدت تركيا دعمها مبادرة ترامب بشأن إقامة مناطق آمنة في سوريا، مشيرة الى انها تنتظر نتائجها، في حين طالبت موسكو الإدارة الأمريكية بتقديم إيضاحات بشأن هذه الفكرة، مؤكدة أنها ممكنة شرط موافقة السلطات السورية.
يشار إلى أن توجه ترامب بشأن المناطق الامنة، مغايراً لموقف سابقه باراك اوباما, والذي اعتبر ان إقامة "منطقة عازلة" في سوريا مسألة صعبة من الناحية "التطبيقية" من دون التزام عسكري كبير.
سيريانيوز