الجعفري: لم يمت أي مدني بسبب الجوع في مضايا, والمعلومات التي تقال عن البلدة "كاذبة" وصور الجياع "مزورة"
بحث مجلس الأمن الدولي, يوم الاثنين, وضع بلدات محاصرة في سوريا, إذ أكد دبلوماسيون أمميون وجود مجاعة في مضايا بريف دمشق أدت إلى وفاة 40 شخصا, مشددين على ضرورة إخراج 400 مدني محاصر من البلدة.
وذكرت وسائل إعلام أن "مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعا مغلقا بناءا على دعوة من نيوزيلندا وإسبانيا وفرنسا".
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إن التقارير الواردة عن أشخاص يموتون جوعا في مضايا "صادقة", مضيفا أن "هناك نحو 400 شخص بحاجة ماسة إلى إجلاء طبي يجب أن يخرجوا فورا, ونأمل في اخراجهم في اقرب وقت اعتبارا من الثلاثاء".
وقدم أوبراين تقريرا عن مضايا وعن مدن سورية أخرى محاصرة إلى سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة مغلقة.
وانتقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور, خلال الجلسة, "التكتيكات المثيرة للاشمئزاز التي يستخدمها النظام السوري الآن ضد الشعب والتي تخير السكان بين التجويع أو الاستسلام."
وأضافت باور أن "الوضع في مضايا وصور المدنيين منهم أطفال التي نراها محزنة , حيث يتعرض مئات الآلاف للحصار والتجويع عن عمد الآن وتعيد هذه الصور إلى أذهاننا الحرب العالمية الثانية".
بدوره, قال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر إن " تحسين الوضع الإنساني من شأنه أن يسهل عملية التسوية السياسية في سوريا", وذلك قبل أقل من ثلاثة أسابيع على استئناف محادثات السلام بين السوريين برعاية الأمم المتحدة.
من ناحيته, شدد السفير البريطاني ماثيو رايكروفت على "رفع الحصار لإنقاذ أرواح المدنيين وإحلال السلام في سوريا"، مبينا أن "850 طفلا بحاجة عاجلة للألبان في مضايا".
من جهته, وصف السفير الإسباني رومان أوزارغون مارشيسي محاصرة مدنيين بهدف تجويعهم "جريمة حرب", مشيرا إلى أن الموافقة التي أعطتها الحكومة السورية لنقل المواد الغذائية إلى مضايا أمر "إيجابي".
فيما قال جيرارد فان بوهيمن سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة للصحفيين إن "أسلوب الحصار والتجويع أحد أبشع معالم الصراع السوري".
بالمقابل, نفى السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وفاة أي مدني بسبب الجوع بمضايا, قائلا إن "المسلحين في داخل المدينة سرقوا المواد الغذائية".
ولفت الجعفري إلى أن الحكومة السورية ملتزمة "بالتعاون الكامل" في إيصال المساعدات، واصفا المعلومات التي تقال عن مضايا "بالكاذبة" وصور الجياع "بالمزورة"، إلا إنه أقر بنقص المساعدات الإنسانية في مضايا.
ودخلت دفعة مساعدات, يوم الاثنين, إلى بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق, بالتزامن مع دخول شاحنات إلى قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب, بإشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة..
وتمت عملية إدخال المساعدات تنفيذاً لاتفاق الهدنة الذي تشرف عليه الأمم المتحدة إلى 3 بلدات محاصرة سورية وهي كفريا و الفوعة بريف ادلب ومضايا بريف دمشق, وذلك بعد إعلان الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي عن موافقة الحكومة السورية بذلك.
وبدأ حصار مضايا قبل 6 أشهر عندما بدأ الجيش السوري ومقاتلين من حزب الله حملة لإعادة السيطرة على مناطق على الحدود السورية اللبنانية، وأصبح خانقا قبل نحو شهرين، مع منع دخول أية مساعدات بشكل نهائي، وانخفاض درجات الحرارة وهطول الثلج، ونفاذ الأغذية، ما أدى إلى عشرات الوفيات جوعا.
سيريانيوز