أعلنت المعارضة السورية المسلحة، يوم الأربعاء، أن المفاوضات مع الجانب الروسي بشأن تسوية الوضع بمنطقة الجنوب السورية انتهت بـ"الفشل".
وقال أبو الشيماء المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب، التي تمثل فصائل "الجيش الحر" الرئيسية، التي تتفاوض مع الروس، في تصريح لوكالة (رويترز)، ان ”المفاوضات مع الروس في بصرى الشام فشلت بسب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل“.
من جهته، قال المتحدث باسم "الجيش الحر" إبراهيم الجباوي، في تصريح لـ(CNN) إن " المفاوضات مع روسيا باءت بالفشل دون التوصل إلى أي اتفاق أو تفاهم مبدئي".
وأرجع الجباوي سبب فشل المفاوضات الى "مطلب الروس بتسليم "الجيش الحر" لأسلحته الثقيلة قبل طرح أي مواضيع أخرى،" لافتا إلى أن "الأمل لا يزال قائما باستمرار الجهود للتوصل لاتفاق ما لوقف إراقة الدماء التي يشهدها الجنوب السوري."
بدوره، أفاد مصدر مقرب من سير مفاوضات السلام في محافظة درعا في حديث لـ"RT" بأن قادة فصائل "الجيش الحر" رفضوا مقترحات الجانب الروسي والحكومة السورية حول التسوية السلمية لأوضاع المسلحين وحل قضية العودة الآمنة للاجئين بضمانات أمنية من الاتحاد الروسي".
وأوضح المصدر أن "القادة الميدانيين طالبوا بالاحتفاظ بأسلحتهم الثقيلة وإعادة سيطرتهم على البلدات التي انتقلت إلى سلطة دمشق نتيجة مفاوضات السلام واتفاقات المصالحة".
وقدمت المعارضة السورية مسودة تتضمن مقترحات، وذلك خلال مفاوضات أجريت مع الجانب الروسي، بشأن الوضع في منطقة جنوب سوريا، والتي تشهد عمليات عسكرية وأعمال قصف.
وتضمنت المسودة اقتراح المعارضة على روسيا وقف "الأعمال القتالية" جنوبي سوريا، مقابل "السماح لمؤسسات الدولة المدنية للعمل مجددا في المناطق التي تسيطر عليها".
واشترطت المعارضة لتطبيق المقترح "تعهد موسكو بضمان عدم دخول القوات النظامية إلى مناطقها".
وبحسب المسودة، تتولى "إدارة مدنية شؤون معبر نصيب الحدودي السوري مع الأردن، وتتكفل الشرطة العسكرية الروسية بالتعاون مع مقاتلي المعارضة بحمايته".
كما اقترحت المعارضة" تسليم سلاحها الثقيل تدريجيا، وفتح الطرق والممرات التجارية بين مناطقها تلك التي تسيطر عليها قوات النظام."
وطالبت المسودة "بتسريع الإفراج عن معتقلي المعارضة في سجون النظام، وضمان تسوية أوضاع المنشقين عن قوات الأخير دون تعرضهم للمحاكمة والاعتقال".
وبدأت، يوم الثلاثاء، جولة جديدة من المفاوضات بين المعارضة السورية وعسكريين روس بشأن التوصل لاتفاق مصالحة حول الوضع بجنوب سوريا، حيث قال المتحدث باسم المعارضة في المنطقة الجنوبية إبراهيم الجباوي ان الاتفاق الذي يجري التفاوض حوله، يشمل إلقاء عناصر المعارضة أسلحتهم والموافقة على "تسوية أوضاعهم" ودخول الشرطة العسكرية الروسية إليها.
وبدأ الجيش النظامي، بدعم جوي روسي، عملياته العسكرية منذ نحو اسبوعين ضد المسلحين الرافضين للمصالحة، حيث تمكن من استعادة السيطرة على العديد من البلدات، بعد موافقة العديد من المسلحين في عدد من البلدات الدخول باتفاق مصالحة .
وأسفرت العمليات العسكرية عن حدوث موجة نزوح بين الأهالي، حيث ارتفع عدد النازحين الفارين من الهجمات في درعا نحو الحدود الأردنية بين 270 ألفا و330 ألفا، وفق تقديرات اممية.
وقام الأردن بجهود وساطة لاستئناف المفاوضات بين المعارضة السورية ومفاوضين روس، من اجل التوصل لاتفاق سلام بشأن الوضع بالجنوب السوري، وسط تحذيرات دولية من كارثة انسانية ، عقب فرار الالاف من المدنيين من منازلهم هربا من العنف.
ويخضع الجنوب السوري لاتفاق خفض التوتر المبرم بين الدول الضامنة( تركيا وروسيا وإيران) في تموز 2017، بالعاصمة الكازاخستانية أستانا.
سيريانيوز