كشفت مصادر دولية مواكبة لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أنها لم تطلب من سورية التعاون لتأكيد وفاة القيادي العسكري في "حزب الله" مصطفى بدر الدين, المطلوب للمحكمة الدولية بشان قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري, على رغم صلاحيتها.
وأوضحت المصادر حسب صحيفة (الحياة) اللندنية، أن المحكمة لم تتقدم حتى الآن بأي طلب رسمي إلى الحكومة السورية للاستيضاح عن صحة ما أُعلن عن وفاة بدر الدين أثناء وجوده على الأراضي السورية، علماً أنه المطلوب الأول للمحكمة بتهمة تدبير عملية اغتيال رفيق الحريري وتنفيذها.
وأعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، يوم الاربعاء، الاستمرار في محاكمة القيادي العسكري في "حزب الله" مصطفى بدر الدين، والمتهم بالاشتراك في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، رغم إعلان الحزب مقتله في سوريا منتصف ايار الماضي.
وشددت المصادر على أن وفاة بدر الدين، التي لم تثبت بعد أمام المحكمة، لن تعني توقف التحقيق أو تأخيره لأن هناك ٤ متهمين آخرين، و٣ اعتداءات متصلة باغتيال الحريري، استهدفت كلاً من النائب مروان حمادة والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي والوزير السابق الياس المر.
وكان "حزب الله" أعلن في 13 ايار الماضي، مقتل بدر الدين وهو أحد قادته البارزين في هجوم بسوريا قرب مطار دمشق، ما يمثل أكبر ضربة للحزب الذي يقاتل في سوريا ضد جماعات المعارضة الى جانب النظام مدعوما من إيران، منذ اغتيال القائد العسكري للحزب مغنية في دمشق عام 2008.
وقالت الناطقة باسم المحكمة وجد رمضان إن مكتب المدعي العام في المحكمة "يتحرك على وجه السرعة لتقديم أدلته في قضية عياش وآخرين، ضد المتهمين الخمسة بالمسؤولية الجرمية عن الاعتداء". لكنها أضافت، إنه في حال إثبات وفاة أحد المتهمين، فإن "الإجراءات القضائية ستستمر في شأن المتهمين المتبقين، فضلاً عن الاعتداءات الإرهابية الثلاثة الأخرى التي وُجد أنها مرتبطة بالاعتداء على الحريري".
ولفتت إلى أن مكتب الادعاء في المحكمة طلب معلومات حول التقارير عن وفاة بدر الدين من السلطات اللبنانية فقط، علماً أن لديه صلاحية الاتصال بالسلطات السورية لطلب تعاونها في هذا الإطار.
وعن مسؤولية الحكومة السورية في التعاون مع المحكمة وعما إذا كانت المحكمة تعتزم الاتصال بالسلطات القضائية السورية لطرح أسئلة حول وفاة بدرالدين في سورية، بينت رمضان "أن المحكمة تعمل الآن على إثبات الوفاة، كإجراء أول، على أن يُترك إجراء الاتصال بالحكومة السورية إلى شأن منفصل", ولم تُحدد ما إذا كان سيتم أو لا.
وأوضح بيان للمحكمة يوم الأربعاء، أن "غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان اصدرت قرارا شفهيا في قضية عياش وآخرين، يقضي بمواصلة المحاكمة، في انتظار تلقي مزيد من المعلومات من حكومة لبنان عن وفاة المتهم مصطفى أمين بدر الدين".
وعما إذا كانت المحكمة تعتزم الطلب من الحكومة السورية بشكل ثنائي البدء بمثل هذا التعاون، قالت رمضان إن هيئة المحكمة، بالنسبة إلى التقارير عن وفاة بدر الدين، "أُبلغت أن مكتب المدعي العام يتوقع أن يتلقى رداً من السلطات اللبنانية" على أسئلة وجهها في شأن الوفاة المزعومة "ومن المبكر التكهن في شأن قنوات أخرى" قد يسلكها الادعاء "قبل معرفة ما إذا كان هذا الأمر سيطرح داخل قاعة المحكمة".
ومصطفى أمين بدر الدين ابرز المتهمين الخمسة من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال الحريري الذي قضى في تفجير وسط بيروت في شباط 2005، وتتم محاكمتهم غيابيا بعد تواريهم عن الانظار.
ويتهم بدر الدين بأنه أحد مسؤولين عسكريين من "حزب الله"، دبرا ونفذا الخطة التي ادت الى مقتل الحريري مع 22 شخصا اخرين بينهم منفذ الاعتداء، واصابة 226 شخصا.
ورفض "حزب الله" تسليم المتهمين بشكل قاطع، متهما المحكمة بالسعي الى "استهدافه والانحياز لاسرائيل والولايات المتحدة الاميركية".
وتم انشاء هذه المحكمة عام 2007 استنادا الى قرار صادر عن مجلس الامن وهي اول محكمة جنائية دولية تحاكم متهمين غيابيا في حضور محامين لهم.
سيريانيوز
