مساهمات القراء
مواطن عادي.. لكن بإمكاني صنع الفرق!... بقلم : محمد الهلال

تشهد سوريا مرحلة حاسمة في تاريخها الحديث، حيث تخوض الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع معركة تثبيت الأمن والاستقرار، وسط تحديات أمنية، اقتصادية، وسياسية. ومع تصاعد المواجهات ضد فلول النظام السابق، والدور الإقليمي المتشابك في المشهد السوري، بات لزامًا على الشعب السوري أن يدرك مسؤوليته الكبيرة في هذه المرحلة.
إن التعاون مع الأجهزة الأمنية لضبط الأمن الداخلي أمر حيوي، ويمكن لكل مواطن المساهمة فيه من خلال الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تهدد الاستقرار، وتجنب نشر الشائعات التي قد تستغلها الأطراف المعادية لإحداث الفوضى، والانضمام إلى المبادرات المحلية لحماية الأحياء والمناطق السكنية. فإذا لاحظ المواطن سيارة غريبة تجوب المنطقة ليلاً دون سبب واضح، يمكنه تنبيه لجنة الحي أو التواصل مع الجهات الأمنية. كذلك، عند رؤية أشخاص غرباء يسألون عن مواقع حساسة مثل نقاط التفتيش أو المراكز الحكومية، فمن الأفضل إبلاغ السلطات المختصة. كما يمكن للشباب التطوع لحراسة المدارس والمستشفيات ليلاً لمنع أي أعمال تخريب.
لتحقيق هذا الهدف، يجب على السلطات المحلية دعم تشكيل اللجان الرديفة والمساعدة لعمل الحكومة لضمان التنظيم الفعّال، وتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي لهذه اللجان لضمان فعاليتها، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات دورية بين السلطات واللجان المحلية لضمان التنسيق والتعاون. كما أن توفير أرقام تواصل مباشرة (هواتف، واتساب، منصات إلكترونية) للإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو حالات طارئة، ونشرها بشكل واسع، سيساهم في تسريع تمرير المعلومات الأمنية. ولتشجيع المواطنين على المساهمة، يجب تحفيزهم على العمل التطوعي من خلال تقديم شهادات تقدير وتنظيم حملات توعوية تُبرز أهمية العمل الجماعي في إعادة بناء المجتمع، مع ضمان الاعتراف بجهود الأفراد المتطوعين بشكل رسمي وإعلامي.
فيما يتعلق بالمساهمة في إعادة الإعمار والبنية التحتية، يمكن العمل التطوعي في إعادة تأهيل المدارس والمرافق العامة المتضررة، ودعم المشاريع الاقتصادية المحلية لتوفير فرص عمل للشباب، وتنظيم حملات لتنظيف الشوارع وإزالة آثار الدمار. فإذا كان المواطن يمتلك خبرة في البناء، يمكنه المساهمة في ترميم مدرسة مهدمة بمساعدة فريق من المتطوعين. كما يمكن لأصحاب الورش تنظيم حملات لجمع مواد البناء الزائدة والتبرع بها للعائلات المحتاجة. يمكن أيضًا توفير أدوات الطلاء وتشكيل فرق شبابية لإعادة طلاء الجدران المدمرة وتحويلها إلى لوحات فنية تحفّز الأمل.
نقل المعرفة والتعليم جزء أساسي من إعادة بناء المجتمع، ويمكن لكل من لديه خبرة أو مهارة تعليمية تقديم دروس تقوية مجانية أو بأسعار رمزية للطلاب المحتاجين، وتنظيم ورش عمل تثقيفية حول مهارات مفيدة مثل اللغة الإنجليزية، التقنية، أوالحرف والمهن التي يحتاجها المجتمع. فإذا كنت معلمًا، يمكنك تخصيص ساعة أسبوعيًا لمساعدة الطلاب غير القادرين على تحمل تكاليف الدروس الخصوصية. وإذا كنت تجيد استخدام الحاسوب، يمكنك إنشاء ورش عمل لتعليم الشباب مهارات تقنية تساعدهم في الحصول على وظائف.
التصدي لمحاولات التدخل الخارجي وزعزعة الاستقرار مسؤولية جماعية، ويمكن تحقيق ذلك عبر رفض محاولات الدول الإقليمية لاستخدام بعض الفصائل المسلحة لتقسيم البلاد، وتعزيز الوعي الشعبي حول مخاطر التدخلات الأجنبية التي تهدف إلى استغلال الوضع الداخلي. يمكن أيضًا دعم الحكومة في مساعيها الدبلوماسية لإنهاء العقوبات الخارجية وتأمين الدعم الدولي. ومن الخطوات العملية، توعية الأهل والأصدقاء بعدم الانجرار وراء الأخبار المزيفة، ودعم المبادرات الإعلامية المحلية التي تسلط الضوء على الجهود الوطنية، وإعداد حملات إلكترونية توضح للشباب خطورة الوقوع في فخ الجماعات المتطرفة.
دعم المشاريع المحلية أمر ضروري لتعزيز الاقتصاد الوطني، ويمكن لكل مواطن تشجيع ودعم المنتجات المحلية من خلال شرائها والترويج لها، ومساعدة الشباب في تطوير أفكار مشاريع صغيرة وتقديم النصح لهم. فإذا كنت صاحب متجر، يمكنك تخصيص رف للمنتجات المصنوعة محليًا لدعم صغار المنتجين، أو تنظيم فعاليات صغيرة لعرض المشاريع الناشئة لمساعدة الشباب في تسويق منتجاتهم.
المساهمة في تحسين الخدمات العامة تتطلب التبليغ عن المشكلات مثل الحُفر في الطرق، الإضاءة المفقودة، أو ضعف الخدمات، والتواصل مع الجهات الحكومية لاقتراح حلول لتحسين الخدمات العامة. عند رؤية أعمدة إنارة غير مفعّلة في الحي، يمكن التواصل مع البلدية لحل المشكلة، وإذا كنت تعمل في مجال الصيانة، يمكنك التطوع في إصلاح أعطال الكهرباء أو تمديدات المياه في المباني المتضررة.
تعزيز قيم التعاون والتكافل يشمل مساعدة الأسر المحتاجة بالمواد الغذائية أو الدعم المالي، والمشاركة في مبادرات التبرع بالدم، أو حملات دعم المرضى والمحتاجين. فإذا كنت تمتلك سيارة، يمكنك استخدامها لنقل المرضى وكبار السن إلى المستشفيات، أو تنظيم صندوق تبرعات صغير بين الأصدقاء والجيران لدعم العائلات التي فقدت معيلها.
لضمان فعالية هذه المبادرات، يجب على المواطنين تنظيم أنفسهم لدعم هذه الأهداف عبر تشكيل لجان محلية تتعاون مع الأجهزة الرسمية لضبط الأمن وحماية المنشآت العامة، وإطلاق مبادرات مجتمعية تهدف إلى توحيد السوريين بمختلف انتماءاتهم، وتعزيز الحوار الوطني من خلال المشاركة في اللقاءات والمؤتمرات التي تناقش مستقبل البلاد، بالإضافة إلى مكافحة الفساد عبر الإبلاغ عن أي محاولات لاستغلال الوضع الحالي لمصالح شخصية. يجب أيضًا توفير قنوات اتصال مباشرة مع المواطنين لضمان سرعة تمرير المعلومات الأمنية والخدمية، وتحفيز المجتمع على العمل التطوعي عبر منح حوافز معنوية، وتقديم الدعم التنظيمي للفرق التطوعية.
بالتعاون والتكاتف، يمكن للسوريين أن يبنوا وطنهم من جديد، ويحموا استقلاله ووحدته من أي محاولات تخريبية. المستقبل ليس رهينة بيد القوى الخارجية أو الفصائل المسلحة، بل هو في يد الشعب السوري نفسه، وعليه أن يقرر مصيره بوعي وإرادة قوية. وكل فرد يستطيع أن يساهم بقدر استطاعته، فلا يُستهان بأي جهد، كبيرًا كان أم صغيرًا، لأنه في النهاية يشكل لبنة في بناء سوريا الجديدة.
-----------------------------------------------------------------------
*الاراء الواردة في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع
*ارسل مساهمتك على الايميل [email protected]

بيدرسن يأمل أن يسهم اتفاق "قسد" والدولة السورية بدعم عملية الانتقال السياسي

بعد اتفاق "قسد" ودمشق.. تركيا: عملياتنا ضد المسلحين الاكراد بسوريا مستمرة

زاخاروفا: "حميميم" استقبلت 9 آلاف مدني فروا من أحداث الساحل

وزير الكهرباء:قطر تدعم الكهرباء بسوريا عبر توفير مليوني متر مكعب من الغاز يومياً

وكالة: ناقلتان تحملان الديزل الروسي وصلتا الى سوريا

الشرع وعبدي يوقعان اتفاقاَ باندماج "قسد" ضمن مؤسسات الدولة السورية

ترحيب دولي باتفاق اندماج "قسد" ضمن مؤسسات الدولة السورية

الشرع يتهم موالين للأسد ودولة اجنبية باشعال الاضطرابات في الساحل

وصول ناقلة تحمل مادة المازوت الى مصب النفط ببانياس
