رفضت وزارة الدفاع الروسية، يوم الجمعة، اتهامات أمريكية، بأن مقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي نفذت غارات جوية على مدينة ادلب.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، اللواء إيغور كوناشينكوف، في بيان "لا يقصف الطيران الروسي أثناء عملياته في سوريا مناطق مأهولة، وذلك خلافا للولايات المتحدة والتحالف الدولي بقيادتها والذي أحرز (انتصارا بارزا) في الرقة عن طريق مسح المدينة من على وجه الأرض".
وسبق أن واجهت موسكو اتهامات عدة بقصف مدنيين ومدارس ومشافي في إدلب وتسببها بمقتل مئات المدنيين هناك، الأمر الذي تنفيه بالتأكيد على أن ضرباتها موجهة إلى قواعد للإرهابيين فقط.
واعتبر كوناشينكوف، تحذيرات واشنطن للمواطنين الأمريكان من زيارة ادلب، دليل على تنظيم "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) يستخدم الأسلحة الخفيفة والثقيلة والعبوات الناسفة والسلاح الكيميائي، مؤكدا ان "هذا أول إقرار رسمي من قبل الخارجية الأمريكية يقر بوجود السلاح الكيماوي في أيدي (جبهة النصرة)، بل واستخدامهم هذا السلاح في هجمات إرهابية، وهذا ما حذرنا منه غير مرة على المستويات كافة".
واضاف الجنرال الروسي، ان "أقل ما يقال عنها إنها ليست محقة في هذا الأمر، ولا يوجد هناك ما يخشاه المواطنون الأمريكان".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية جددت يوم الأربعاء، تحذير رعاياها من السفر إلى سوريا بشكل عام، وحذرت أولئك المتواجدين في سوريا من الذهاب الى عدة مناطق ساخنة مثل إدلب، يحتدم فيها القتال بين الجيش النظامي مدعوماً من روسيا وبين الجماعات المسلحة المعارضة والتنظيمات الإرهابية.
وذكر كوناشينكوف بأن "الحالة الوحيدة لاستخدام الأسلحة الكيميائية التي تم تسجيلها في محافظة إدلب هو الحادث الكيميائي الذي شهدته مدينة خان شيخون في 4 نيسان المنصرم وأودى بأرواح 89 شخصا على الأقل، حسب معطيات المعارضة السورية، وان الولايات المتحدة كانت تصر، حتى الآونة الأخيرة، على أن النظام السوري يقف وراء حادث خان شيخون، واصفة مسلحي (النصرة) بـ(المعارضة المعتدلة)".
وكان عشرات القتلى سقطوا وأصيب آخرين بحالات اختناق، جراء هجمات يرجح أنها كيميائية نفذتها طائرات تابعة للجيش النظامي على بلدة خان شيخون في ريف ادلب بتاريخ 4 نيسان الماضي، في حادثة وصفتها المعارضة بالـ"مجزرة"، حيث حملت عدة دول غربية والولايات المتحدة مسؤولية ما حدث للنظام السوري، الذي نفى بدوره تنفيذ الهجمات، مطالباً بتحقيق دولي محايد.
وتساءل كوناشينكوف "من غير الواضح ما هو هدف هجوم واشنطن المدوي بصواريخ (توماهوك) عالية الكلفة على مطار الشعيرات العسكري، في الوقت الذي كان بإمكان الولايات المتحدة صرف عشرات ملايين الدولارات هذه لاستهداف (جبهة النصرة)".
وكان الجيش الأمريكي، أطلق نيسان الماضي، 59 صاروخا من طراز توماهوك من مدمرتين للبحرية الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري (طياس)، جنوب شرقي مدينة حمص، وسط سوريا، بعدما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بذلك، للرد على هجوم كيميائي على خان شيخون في ريف إدلب.
سيريانيوز