-
فشل المشروع الأردوغاني ... بقلم : إيهاب الغربي
مثلت محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا أخيرا الحدث الأبرز في العالم ولعل ما حدث هو نتيجة حتمية لسياسة أردوغان المتقلبة داخليا وخارجيا.
شهدت تركيا محاولة إنقلاب عسكري فاشلة دبرها قائدي القوات البرية والجوية وقد خطط للانقلاب محرم كوسا المستشار القانوني لرئيس الأركان. في صباح السبت كان أردوغان قد وصل إلى مطار اسطنبول الدولي وسط ترحيب شعبي وأعلن عن إنهاء محاولة الانقلاب وتحدث بأن المتورطين سيعاقَبون بغض النظر عن المؤسسات التي ينتمون إليها.
عرفت تركيا على إمتداد تاريخها المعاصر عدة إنقلابات عسكرية وهو ما دفع الاحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى التصدي لمحاولة الإنقلاب الأخيرة خوفا مما قد ينجر عنها من محاكمات وإعدامات للسياسيين والمدنيين الأتراك مثلما حدث في الانقلابات العسكرية الماضية.
لا يستبعد أن يكون للأمريكان ضلع في محاولة الإنقلاب فالبيت الأبيض لا يبدو مرتاحا للتقارب التركي الروسي الأخير بالإضافة إلى تصريح رئيس وزراء تركيا بن علي يلدرم الذي قال فيه أن بلاده مستعدة لتحسين علاقاتها مع سوريا والعراق وهو ما يعكس رغبة أنقرة في الخروج من المستنقع السوري وبناء علاقات جديدة مع الجيران.
كما يرجح أن تكون واشنطن وراء فشل الإنقلاب وقد إكتفى البيت الأبيض بتهديد أردوغان حتى يغير من سياسته الخارجية و يعود للحضن الأمريكي.حيث حسم الأمر لصالح أردوغان بفضل تدخل الناتو إثر 18 ساعة من المواجهات بين الانقلابيين وأنصار الرئيس التركي.
تباينت الآراء بخصوص وضع أردوغان بعد محاولة الإنقلاب الأخيرة بين من يرى أن أردوغان تلقى صفعة مدوية لن ينهض منها مجددا وبين مرجح أن محاولة الإنقلاب هذه فرصة سانحة للزعيم الإسلامي لتصفية حساباته مع الجيش.
في الحقيقة تبدو محاولة الإنقلاب كمحصلة السياسة الأردوغانية الفاشلة التي جعلته يغامر منذ 2011 بمهاجمة سوريا طمعا في قلب حكم البعث وإيصال الإخوان إلى السلطة في دمشق كما حدث في تونس ومصر غير أن التغيرات الإقليمية التي طرأت وأدت إلى سقوط نظام مرسي في مصر وحكم النهضة في تونس مع فشل مشروع أخونة سوريا جعلت أردوغان الخاسر الأكبر في الشرق الأوسط بالإضافة إلى تزايد متاعبه داخليا بسبب صراعه مع الأكراد وهجمات حليفه السابق داعش المتكررة.
أدت نرجسية أردوغان المفرطة إلى فشل مشروع إحياء الإمبراطورية العثمانية كما ساهمت سياسته الخاطئة في تبخر أحلام الإخوان وتقهقرهم بعدما كانوا يمنون النفس بتزعم العالم العربي والإسلامي.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts