يصادف في مثل هذا اليوم 9 شباط ذكرى رحيل الروسي فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي، الذي يعتبر من أهم وأشهر الكتّاب والفلاسفة حول العالم.
ولد دوستويفسكي في موسكو عام 1821، التحق بمعهد الهندسة العسكرية، وبعد تخرجه عمل مهندساَ ، وكان في ذلك الوقت يُترجم كتباَ أيضا ليكون كدخل إضافي له.
اهتم دوستوفسكي بالقراءة في عمر مبكر، حيث قرأ القصص الخيالية والأساطير لكتاب روس وأجانب، وبدأ بالكتابة في العشرينيات من عمره، و ألف روايته الأولى "المساكين" سنة 1846 .
تم اعتقاله عام 1849 لانتمائه لرابطة "بيتراشيفسكي"، وهي مجموعة أدبية سرية تناقش الكتب الممنوعة التي تنتقد النظام الحاكم في روسيا ، حيث حكم عليه بالإعدام، ولكن تم تخفيف الحكم في اللحظات الأخيرة من تنفيذه، فقضى 4 سنوات في الحبس.
في السنوات اللاحقة، عمل دوستويفسكي كصحفي في العديد من المجلات الأدبية، ثم تعرض لأزمة مالية بعد أن سافر لبلدان أوروبا الغربية ولعب القِمار، ولبعض الوقت، اضطر للتسوّل من أجل المال، لكنه في نهاية المطاف أصبح واحداً من أعظم الكتاب الروس وأكثرهم تقديراً واحتراماً.
ألف العديد من الروايات الطويلة والقصيرة والقصص عن المجتمع والدين والسياسة والأخلاق، أشهرها "الإخوة كارامازوف"، و"الجريمة والعقاب"، و"الأبله"، و"الشياطين"، وهو أحد مؤسسي المذهب الوجودي، اعتبره العديد من النقاد أحد أعظم النفسانيين في الأدب العالمي حول العالم.
ترجمت كتبه لأكثر من 170 لغة، وقد تأثر بعدد كبير من الكتاب والفلاسفة في ذلك الوقت منهم: كيركغور، وبوشكين، وغوغول، وأوغسطينوس، وشكسبير، وديكنز، وبلزاك، وليرمنتوف، وهوغو، وآلان بو، وأفلاطون، وثيربانتس، وهيرزن، وكانت، وبلنسكي، وهيغل، وشيلر، وباكونين، وساند، وهوفمان، وميتسكيفيتش..
رواياته كانت تحوي فهماً عميقاَ للنفس البشرية، كما تقدم تحليلاَ ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في القرن التاسع عشر، وتتعامل مع مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية والدينية.
فارق دوستويفسكي الحياة في 9 شباط 1881 بعد معاناة مع المرض، وعندما توفي وضعت جثته على الطاولة وفقاَ للعادات الروسية، وقد دفن في مقبرة تيخفين في دير القديس ألكسندر نيفسكي في سانت بطرسبرغ بالقرب من الشاعرين نيكولاي ميخائيلوفتش كرامزين وفاسيلي جوكوفسكي.
سيريانيوز