النظام يعاود قرع طبول الحرب.. والشعب "رايح بين الاجرين"..

عادت نغمة "الصراع" اولا.. التي بسببها عاش المواطن السوري عقودا طويلة من العوز والقلة ونهبت بسبب هذا الشعار ثروت البلد ودمر حاضرها واصبح مستقبلها في المجهول.. عادت اليوم على وقع غليان الشارع بعد ان باتت تلاحق الناس فيه المجاعة.

عادت نغمة "الصراع" اولا.. التي بسببها عاش المواطن السوري عقودا طويلة من العوز والقلة ونهبت بسبب هذا الشعار ثروت البلد ودمر حاضرها واصبح مستقبلها في المجهول.. عادت اليوم على وقع غليان الشارع بعد ان باتت تلاحق الناس فيه المجاعة.

فالمسؤول اصبح من الصفاقة بحيث يداوم على التصريح بان "هذا الموجود"، وكان اخرهم حسين عرنوس رئيس الوزراء، الذي اعاد علينا الكلام المكرر حول قلة الموارد وضخامة الاموال التي تستخدم للدعم، حتى انه التف على موضوع "الخط الاحمر" الخبز في اشارة الى ان شراء الخبز بالسعر المدعوم عصر وانتهى يكفي انهم يدعمون زراعة القمح وطحنه ونقله.. الخ..

 

رفعوا الدعم عن الناس وقالو عفوا اخطأنا وادخلوهم في متاهات الاعتراض على موقع، ثم موقع اخر ثم باب الوزارات مفتوح.. سيضيع حق الناس في متاهة التذاكي هذه كما ضاعت حقوقهم بالتدريج منذ 50 عاما حتى وصلت الى استجداء رغيف الخبز.

واليوم بدأت وتيرة التحضير لرفع الدعم عن الكهرباء ترتفع رويدا رويدا وتنذر بوقوع هذا المحظور.. بحيث سيكون معظم السوريين غير قادرين على الحصول على هذه الخدمة..

وعندما تململ الناس وباتت التحركات تلوح في اكثر من مكان وبدأت فعلا في السويداء.. بدأ النظام يروج في وسائل اعلامه للقوات المسلحة، يوميا مقاطع لتدريبات الجيش وامكانيات الجيش..

ومن ثم انتقل ليتكلم بشكل علني على ان الاولوية للجيش والتسلح.. واذا كنا في معركة لن يقدم احتياجات المواطن على مستلزمات الجيش..

وعلى التوازي عادت نغمة التخوين.. تسريبات في وسائل اعلام روسية نقلت عنها وسائل الاعلام المحلية عن تحريض واشنطن للشارع السوري للقيام باحتجاجات، اتجاه وسائل الاعلام الرسمية لوصم التحركات بانها غير بريئة ومدفوعة من الخارج في مقاطع تنشر على منصات الاعلام الرسمي مثلها مثل مقاطع الترويج للجيش بدون مناسبة..

 

( 2 )

وتعزف القوى المسيطرة عسكريا في سوريا على ذات النغم، الصراع.. والحرب..

اميركا قلقة من عزم القوات الروسية على تقويض الاستقرار في سوريا في حال اندلاع الاعمال العسكرية في سوريا..

ووسائل اعلام روسية تعلن عن طلب قدمته دمشق الى بيلاروسيا لارسال قوات عسكرية الى سوريا.. في اطار قوات تتبع لمنظمة معاهدة الامن الجماعي التي تضم بالاضافة الى روسيا وبلاروسيا ارمينيا وكازخستان وقيرغستان وطاجكستان.. ونقاش حول مشاركة ايضا قوات من هذه الدول في الصراع على ارضنا..

يمكن القول انها بالفعل اصبحت كونية.. لم يكذب النظام.. ولكن السؤال يبقى لماذا حرب كونية على ارضنا؟..

 

( 3 )

في الامس مررت مرور الكرام على لقاء لحسن نصر الله مع قناة العالم.. الذي افرد معظم المساحة فيه للحديث عن عظمة ايران..

وقوتها.. والمؤمرات للقضاء عليها والنيل منها.. مؤمرات ومحاولات عمرها عقود طويلة من عمر الثورة الاسلامية.. للقضاء على هذه الثورة وتطويع هذا البلد ليمشي في ركب المخططات الغربية الامبريالية.. ولكن ايران رفضت وقاومت..

واختارت سوريا ان تكون في محور هذه المقاومة.. دفاعا عن سيادتها وعن قضيتها وقضية فلسطين الى اخر هذا الكلام..

يبقى السؤال هنا.. لماذا تكون المعركة في ارضنا نحن وتصفية الحسابات فيما اطراف الصراع في مأمن..

يقول السيناريو الرسمي، بان المسلحين تسللوا من العراق وتركيا والارهابيين جاؤوا الى ارضنا من كل حدب وصوب لكي يقضوا على المحور المقاوم..

السؤال البديهي لماذا لم يتسلل هؤلاء الى ايران.. ايران ايضا لديها حدود طويلة مع العراق ولديها حدود مع تركيا ولديها حدود مع افغانستان وحدود بحرية مباشرة مع دول الخليج..

لماذا لم يتسلل ولا عنصر ارهابي الى ايران.. لماذا هي متماكسة قوية ازداد نفوذها وامتدت ايديها لتسيطر على كل من حولها بينما اصبحنا نحن مكب لكل الجيوش والمليشيا في العالم؟.. 

هل قصر الجيش في حماية حدودنا، هل تمتلك ايران قادة اكثر كفاءة وحنكة وحكمة من قياداتنا.. هل من يحكم ايران قادة وطنيون همهم الدفاع عن البلد فيما نحن حكمنا لصوص ومرتزقة وفاسدين همهم فقط سرقة الثروات وتحصيل الاموال..

 

الحقيقة ليس لدي جواب على هذه الاسئلة ولكن اعتقد من حقي ومن حق كل سوري ان يطرحها.. من فتح الحدود وسلم الارض واستسلم لثلة من المرتزقة.. ومن ثم استنجد بجيوش ودول لحمايته وسلمهم ما بقي من البلد؟

تخيلوا مثلما نرفع ايدينا مستسلمين لظروف الحصار والقلة.. ايضا نستسلم للخسائر العسكرية والضربات التي مرغت انفنا بالتراب..

تخيلوا ان تسرب المخابرات تقريرا لتبرير الضربات الاسرائيلية.. بان هذا لم يكن ليحدث لولا ان المخابرات التركية هي من تعطي الاحداثيات لاسرائيل.. اي ان المخابرات التركية متغلغلة في كل منطقة في سوريا وتعمل وتسرح وتمرح وتنجز ما تعجز عنه اسرائيل..

ما هذه الدولة التي يفشل جيشها وحكومتها واستخبارتها وجماركها ومؤسساتها.. هل فعلا تستحق البقاء..

ربما مازال رئيسها على الكرسي يرفع اشارة الانتصار..

المشكلة نحن اليوم بين نارين.. نار زوال الدولة وتبعثر السوريين حتى اخر سوري.. ونار انتصار ايران.. الذي سيفرض علينا استيراد نموذج الثورة الاسلامية.. والخياران احلاهما مر..

 

 


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close