حقق باحثون تقدمًا ملحوظًا يحمل وعدًا للأفراد الذين يعانون من فقدان النطق الناجم عن الشلل.
وحددت دراسة الباحثين من مؤسسة "BrainGate" التعاونية، طريقة مبتكرة يتم فيها فك تشفير النشاط العصبي المرتبط بالكلام إلى كلمات مكتوبة على الشاشة، فقط من خلال عمليات تفكير المريض، وفق تقرير نشره موقع "psypost".
وينطوي أساس الدراسة، على زرع أجهزة استشعار في مناطق محددة من القشرة الدماغية المسؤولة عن وظائف الكلام.
ومن خلال تفسير محاولات المريض لحركات الكلام، حقق الباحثون دقة وسرعة واتساعًا لا مثيل لهما في ترجمة هذه الحركات إلى نص.
وتم وضع صفائف الأقطاب الكهربائية الدقيقة بشكل إستراتيجي داخل القشرة أمام الحركية البطنية ومنطقة بروكا، وهي مناطق معروفة بمشاركتها في إنتاج الكلام والتخطيط.
وقال فرانك ويليت، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة وعالم الأبحاث في جامعة ستانفورد: "هذا دليل علمي وخطوة كبيرة نحو القدرة على استعادة التواصل مع الأشخاص المصابين بالشلل الذين لا يستطيعون التحدث“.
يذكر أن المصفوفات الموضوعة في القشرة أمام الحركية البطنية أظهرت قدرة استثنائية على تمييز مختلف الحركات الفموية الوجهية، والأصوات، والكلمات بمعدلات دقة ملحوظة: 92% للحركات الفموية الوجهية، و62% للأصوات، و94% للتعرف على الكلمات.
وأتاحت هذه الطريقة الترجمة الفورية للأفكار إلى نص على الشاشة، وهو ما يتجاوز بكثير حدود تقنيات واجهة الدماغ والحاسوب السابقة (BCI) من حيث المفردات وسرعة فك التشفير.
ومن أبرز ما يميز الدراسة قدرة جهاز فك التشفير العصبي على تفسير الجمل من مفردات واسعة النطاق بسرعات تشبه المحادثة الطبيعية، 62 كلمة في الدقيقة.
يتجاوز هذا الإنجاز مجرد المقاييس الرقمية؛ بل يمثل خطوة هائلة نحو إعادة التجربة الإنسانية الأساسية للتواصل لأولئك الذين يعانون من إعاقات شديدة في النطق.
سيريانيوز.