"روسيا قالت أن طائرتها التي أسقطناها كانت ضيف.. ونحن لا نسمح للضيف أن يأتي دون دعوة"
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده توصلت مع "الجانب الأميركي إلى نقطة إيجابية فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة" في سوريا, مضيفاً أنه "لم يعارض أي من أصدقائنا الغربيين فكرة المنطقة الأمنة".
وأضاف أردوغان في حديث لقناة (الجزيرة) القطرية, بثت اليوم الجمعة, "وصلنا في باريس (على هامش قمة المناخ) مع الجانب الأمريكي لنقطة إيجابية فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة".
وكان أردوغان قال, يوم الثلاثاء, إن بلاده "مصرة" على إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا ودعم المعارضة "المعتدلة".
وأشار أردوغان إلى أن "النظام قتل 400 ألف مواطن سوري وهجر 12 مليون.. علينا أن نخطو خطوة ما من أجل اللاجئين السوريين".
وتابع أردوغان "علينا إنشاء مبان سكنية لإخواننا السوريين في منطقة آمنة ليعود لها اللاجئون".
واعلنت تركيا عزمها في الأشهر الأخيرة إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا على امتداد المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جرابلس حتى اعزاز بريف حلب, لتعود أنقرة بعد توتر علاقاتها مع روسيا على خلفية إسقاط تركيا لقاذفة سو-24 الروسية وتشير إلى إن المنطقة الآمنة التي تنوي إقامتها تبدأ بجرابلس وتنتهي بشرق المتوسط, الأمر الذي ردت عليه موسكو بتكثيف القصف على ريفي حلب واللاذقية الشماليين بحجة وجود مخازن أسلحة وأماكن تخزين نفط ينتجه تنظيم "داعش" ويهربه إلى تركيا من خلال هذه المناطق.
وعن الحل السياسي في سوريا, اعتبر أردوغان أن "علينا أن نبحث لحل دون وجود الأسد، حلًا لا مكان للأسد فيه.. من غير الممكن حل مشكلة سوريا مع بقاء الأسد".
وحول العمليات الروسية في سوريا, اعتبر أردوغان أن "روسيا تذرعت بتنظيم (الدولة الإسلامية) داعش للدخول إلى سوريا", لافتاً إلى أن "المقاتلات الروسية تقصف المواطنين العزل في جبل التركمان بحجة قصف داعش الإرهابي وهذه كلها حجج لاصحة لها".
وكان رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو اتهم, يوم الأربعاء الماضي, موسكو بمحاولة تنفيذ "تطهير عرقي" ضد "السنة والتركمان" في محافظة اللاذقية، لإقامة "ملاذ آمن" لها وحماية القواعد الروسية والسورية.
وقال أردوغان إن "الطائرات الروسية لم تقم باشتباك كبير حقيقي مع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا".
وحول الاتهامات لتركيا بالتعاون مع "داعش", شدد أردوغان على أنه "لايمكن لتركيا أن يكون لديها أي تعاون مع تنظيم داعش الإرهابي، بل نحاربهم باستمرار, وقواتنا الأمنية قامت باعتقال 1800 شخص يشتبه بانتمائهم للتنظيم".
وعن اسقاط الطائرة الروسية, أشار أردوغان إلى أن "الرادار التركي سجل اختراق المقاتلات الروسية لحدودنا، ونحن لم نعتدي عليها إلا لأنها اخترقت أجواءنا فقط".
وتابع أردوغان "بيانات وتسجيلات حلفائنا في الناتو تتطابق مع سجلاتنا بشأن حادثة المقاتلة الروسية".
وكشف أردوغان "سألنا روسيا، ما سبب اختراق أجوائنا؟ قالوا أنها بمثابة ضيف فقط، قلنا لن نسمح لضيف أن يأتي دون دعوة".
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال, في وقت سابق يوم الجمعة، إن تركيا دعت روسيا للهدوء لكن لصبرها حدودا، في وقت تزداد حدة التوتر بين البلدين بشكل تصاعدي منذ اسقاط تركيا مقاتلة روسية عند الحدود مع سوريا.
ومازال المسؤلولون الاتراك والروس يتبادلون التصريحات المضمنة صيغ تهديد ووعيد، كما اتخذت موسكو سلة اجراءات "عقابية" ضد انقرة معظمها بالشق الاقتصادي كما زادت من تسليح قواتها في سوريا، قبل ان تعلن تركيا عزمها اتخاذ خطوات مقابلة، في وقت يتم الحديث عن وقف تركيا طلعاتها الجوية قرب الحدود السورية خشية اي تصعيد عسكري مع روسيا.
سيريانيوز