أعربت موسكو، يوم الاثنين، عن قلقها من خطط أمريكية للمساعدة في انشاء مناطق حدود آمنة شمال سوريا، مشيراً إلى أن ذلك يتعارض مع تصريحات واشنطن بحرصها على وحدة الأراضي السورية.
ونقلت وسائل إعلام عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله في مؤتمر صحفي، "يثير ذلك تساؤلات لدينا من وجهة نظر احترام وحدة الأراضي السورية. ولكن توجد هناك أيضا القضية في العلاقات بين الأكراد وتركيا. وهذه الخطوة الأحادية الجانب لا تساعد في تهدئة الوضع حول عفرين".
وتشهد منطقة عفرين شمال حلب، والتي تسيطر عليها قوات كردية، منذ يوم السبت قصفاً بالمدفعية التركية التي تستهدف القوات الكردية هناك، حيث سبق وأعلنت أنقرة عزمها تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة.
وكان التحالف الدولي، اعلن يوم الاحد إنه يعمل مع فصائل سورية حليفة له، لتشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل، على أن تعمل تلك القوة بشكل اساسي تحت قيادة "قوات سوريا الديمقراطية".
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف، يوم الاحد أن روسيا سترد بشكل مناسب على تشكيل تحالف واشنطن مجموعة مسلحة جديدة في سوريا.
وأشار لافروف إلى أن "ذكر المشروع الأمريكي الجديد حول إنشاء مناطق حدود آمنة اعتمادا على قوات سوريا الديمقراطية وأساسها الوحدات الكردية، قد أثار رد فعل سلبي من جانب تركيا".
ورفضت تركيا ، يوم الأحد، قرار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تشكيل قوة حدودية في سوريا بالتعاون مع قوات سورية حليفة، ووصفت القرار بأنه "خطوة مقلقة".
وتعارض تركيا الدعم الأمريكي للأكراد، وتنتقد سياسة واشنطن الداعمة لهم، الأمر الذي أدى لتوترات في العلاقة بين البلدين، حيث تعتبر أنقرة "قوات سوريا الديمقراطية" امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يصنف كتنظيم ارهابي في تركيا.
وحول الجهود السياسية لحل الأزمة السورية، قال لافروف على "ضرورة أخذ مصالح الأكراد بالاعتبار في عملية التحضير لمؤتمر الحوار السوري".
وأكد لافروف "سوف نستمر بجهود مكافحة الإرهاب والنجاحات التي حققناها في سوريا، والمرحلة التالية هي التسوية السياسية فنحن مع شركائنا نحضر لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بمشاركة جميع الأطراف السورية طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
وأعرف لافروف عن أمل موسكو بأن "يصبح مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي حافزا للأمم المتحدة لتفعيل العمل من أجل الحل السياسي في سوريا".
وأوضح لافروف أنه تم الانتقال إلى عملية استانا بعد أن فشلت الادارة الأمريكية بفصل الإرهابيين عن "المعارضة المعتدلة" وإن هذه العملية "شجعت نشاط الأمم المتحدة التي لم تعمل شيئا على مدى عشرة أشهر قبل بداية اجتماعات أستانا التي أقرت إنشاء مناطق تخفيف التوتر ولا يزال مفعولها سارياً رغم بعض الانتهاكات".
وتوصلت الدول الضامنة للهدنة في سوريا، خلال محادثات استانا في ايلول الماضي الى اتفاق ينص على إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا لمدة ستة أشهر, قابلة للتمديد, وهي ادلب و مناطق في شمال مدينة حمص، والغوطة الشرقية، وعلى الحدود السورية مع الأردن في محافظة درعا.
وتابع الوزير الروسي أن "مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي موجه لمساعدة محادثات جنيف في إيجاد حل ساسي للأزمة في سوريا، وهو ما أكدته الأمم المتحدة والدول التي تشارك في عملية التسوية في سوريا".
ومن المقرر, أن يعقد مؤتمر "الحوار الوطني السوري" في منتجع سوتشي بروسيا يومي 29- 30 كانون الثاني الجاري، الا ان وفد المعارضة المسلحة وجهات معارضة اخرى أعلنت رفضها المشاركة في المؤتمر.
سيريانيوز