يمكن ان نقول عنه بانه اول "انفلونسر" عرفه التاريخ بالمعنى الحديث للكلمة، من يراجع سيرة حياته وطريقة التواصل مع جمهوره والتفاعل مع الاحداث والتعليق عليها سيرى ان هذا الكاتب العبقري كان سابقا عصره بعقود طويلة..
ولو ان التصوير السينمائي كان بمتناول اليد في وقت ابكر، لكنا قد شاهدنا مئات مقاطع الفيديو للكاتب "جوروج برنارد شو" وهو شاب، حيث انه يظهر عجوزا ذو لحية كثة بيضاء في جميع المقتطفات المصورة بسبب ان آلات التصوير السينمائي للاستخدامات الشخصية لم تظهر إلا في وقت متأخر من حياته. (1856 – 1950).
هو الكاتب الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل (1925) وعلى جائزة الاوسكار (1938) عن افضل سيناريو مقتبس لمسرحيته السينمائية التي تحولت الى فيلم "بيغماليون" او "سيدتي الجميلة".
وشهرته الحقيقة لا تعتمد على حصوله على هاتين الجائزيتن، بل يمكن القول بانه كان مالئ الدنيا وشاغل الناس في عصره.
كان نشيطا جدا كثير الحضور والتعليق على كل الاحداث، ويبدي ارائه في كل القضايا المعاصرة التي عاشها في زمانه.
ساخر طريف ولكنه عميق ومستفز، كان هدفه خلق الجدل حول القضايا التي يجدها جديرة بالاهتمام.
مالا يعرفه الكثيرون عن "برنارد شو" (ايرلاندي – انكليزي الجنسية) بأنه كان كاتب رواية فاشل في بداية حياته، حيث كتب خمس روايات لم تلق النجاح، ولكنه في مرحلة لاحقة من حياته ركز على كتابة المسرحيات واصاب نجاحا باهرا في هذا المجال.
ظل "شو" يكتب للمسرح لفترة ست وأربعين سنة، وزاد عدد المسرحيات التي ألفها عن الخمسين مسرحية، وقد أخرج عددا كبيرا من هذه المسرحيات أثناء حياته في عواصم بلدان أوروبا وأمريكا.
يعرف عن "برنارد شو" انه عدو للفقر وقد عاش فترة طفولته وشبابه فقيرا، ويقول ان الفقر هو اساس كل الآثام والشرور في العالم، ولكنه لا يحمل مسؤولية الفقر للفقراء بل يقول بأنه مسؤولية من جعلوا هؤلاء الناس فقراء.
يجب ان نذكر ان هذا الكاتب الكبير الذي يعتبر من أهم 10 كتاب في القرن العشرين، لم يكمل تعليمه في المدرسة وخرج منها في عمر الـ 15 عاما، وبرأيه ان المدارس "ليست سوى سجون ومعتقلات".
كان انسانيا شديد الحساسية حتى أنه كان نباتيا لا يتناول اللحوم، وكان يقول أن الحيوانات اصدقائي وانا لا آكل اصدقائي.
ورغم أنه كان فضوليا اجتماعيا كثير الاسفار، إلا أنه لم يتخل عن خلوته اثناء الكتابة ونصب امام بيته الكبير الذي يشبه القصر كوخ صغير لا يتسع إلا لشخص واحد كان يلجأ إليه عندما يكون بحاجة للعزلة ليكتب وتحول البيت والكوخ إلى متحف شمال لندن.
من المعروف عن "برنارد شو " أنه أول من رفض جائزة نوبل وقال عندما حصل عليها قوله المشهور "إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر".
وحتى أنه سخر من مؤسس الجائزة وقال فيه "إنني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت لكنني لا أغفر له أنه اخترع جائزة نوبل".
وكان جوهر اعتراضه على الجائزة هو اعتزازه بنفسه وعدم قبول أن يقيم أعماله "كتاب مغمورين" يقررون أن يخصوه هو ذائع الصيت بجائزة.
اقتنع في العام التالي لفوزه بالجائزة بتسلمها، بعد أن اقنعته زوجتها بحجة أن هذه الجائزة ستكون فخرا لايرلندا.
سيريانيوز