حذرت موسكو, يوم الجمعة، مخترقي نظام وقف إطلاق النار في ريف دمشق، من "مصير لا يحسدون عليه" سينتظرهم في حال واصلوا الانتهاكات.
ونقلت وكالة (تاس) الروسية، عن مندوب روسيا الدائم لدى فرع الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافيكين، قوله إن "الوضع صعب، وأصبح كذلك بعد أن قامت "جبهة النصرة" وفصائل المعارضة التي انضمت إليها، بمحاولة مهاجمة دمشق مجددا، إذ تقصف تلك الفصائل الأحياء السكنية، ما يؤدي إلى سقوط خسائر بشرية", لافتا الى أن "قذائف يطلقها مسلحون، تسقط قرب السفارة الروسية الواقعة في منطقة المزرعة بدمشق.
ونوه الدبلوماسي الروسي أنه "يجب وضع حد لذلك. وإذا واصلت التشكيلات المسلحة غير الشرعية خرق نظام وقف الأعمال القتالية، فسيلقون "مصيرا لا يحسدون عليه" .
وبدأت المعارضة المسلحة منذ يوم الأحد الماضي، عملية عسكرية في محيط جوبر بدمشق, في اطار المرحلة الثانية من معركة شرق دمشق, تخللها عمليات قصف مكف ومعارك عنيفة مع الجيش النظامي, وسط توارد انباء عن سيطرة الفصائل على عدة نقاط .
وفي سياق اخر, اعتبر بورودافكين الذي يشارك بنشاط في دعم عملية التفاوض السورية بجنيف، أن "لقاءات الدبلوماسيين الروس مع ممثلي الهيئة العليا للمفاوضات (معارضة الرياض) مفيدة بالدرجة الأولى بالنسبة للمعارضين أنفسهم، لكي يدركوا بشكل صحيح الحقائق العسكرية السياسية المتعلقة بالتسوية السورية".
وتابع قائلا "إذا واصلت الهيئة العليا للمفاوضات الاسترشاد بنصائح أولئك الذين يدفعون نحو إفشال المفاوضات، فمن المستبعد تحقيق أي تقدم في سياق عملية جنيف".
وأشاد الدبلوماسي بموقف الوفد السوري الحكومي إلى جنيف، واصفا إياه بـ "البناء"، موضحا أن "دمشق أكدت خلال اللقاء الأخير مع الدبلوماسيين الروس استعدادها للتفاوض حول كافة البنود المدرجة على جدول الأعمال الذي اقترحه المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا".
وكانت جولة خامسة من مفاوضات السلام السورية انطلقت يوم الخميس بلقاءات تحضيرية جرت بين نائب المبعوث الاممي الى سوريا رمزي عز الدين رمزي وكافة الوفود المشاركة في المحادثات.
وأكد بورودافكين أن "موسكو ستواصل الإصرار على إشراك أكراد سوريا في المفاوضات", مشيرا الى ان "الأكراد أصبحوا اليوم قوة سياسية مهمة ويتمتعون بقدرات عسكرية كبيرة في محاربة الإرهاب، ولذلك لهم الحق الكامل في أن يلعبوا دورا في ترسيم مستقبل بلادهم".
وتعتبر مشاركة الأكراد في مفاوضات السلام السورية نقطة خلاف بين الدول، حيث تصر تركيا على موقفها المعارض لمشاركة المكون الكردي وتحديدا "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي تصنفه كمنظمة "ارهابية"، في حين تدعم كل من روسيا والولايات المتحدة المشاركة الكردية في الحوار، علماً أنه لم تتم دعوتهم للمفاوضات في جنيف عند انطلاقها.
يشار إلى أن جولة سابقة من جنيف، انتهت في الرابع من آذار الحالي، بالاتفاق على جدول أعمال من عدة نقاط هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.
سيريانيوز