أكد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان, يوم الأحد, على "استمرار طهران في دعمها العسكري الاستشاري لسوريا بقوّة."
ونقلت قناة (العالم) الإيرانية , عن المسؤول العسكري الإيراني ,قوله أن " التنسيق القائم بين ايران وروسيا في سوريا بأنه في القمة حاليا" ، موضحا ان "انسحاب جزء من القوّات الروسية لايعني تعليق الدعم اللوجستي لهذا البلد".
وكان الرئيس الروسي أمر في آذار الماضي, بسحب معظم القوات الروسية من سوريا وذلك بعد خمسة أشهر من توجيه ضربات جوية قائلا إن الكرملين "أنجز معظم أهدافه".
ولاقى القرار الروسي ترحيبا واسعا، حيث رأى فيه مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة "أمرا إيجابيا" وسينعكس على محادثات جنيف الجارية، فيما نأت بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية عن التعليق مبررة ذلك بأنه من السابق لأوانه التكهن بالتداعيات المحتملة للقرار، وفي حين أبدت المعارضة ترحيبها بالقرار كونها ستعطي محادثات السلام "دفعة إيجابية"، قال النظام إن الخطوة الروسية تمت بالتنسيق معه وهي نتاج طبيعي لتطورات الأحداث ولا سيما التوصل إلى اتفاق الهدنة.
وحول إعلان إيران إرسال مستشارين عسكريين إلى سوريا قال بوردستان "ما أودّ قوله هو أنّ أحد مطالب الحكومة السورية من إيران يتمثّل في إرسال مستشارين عسكريين لتقديم الدعم الاستشاري لجيشها، وكانت هذه المهمّة تتمّ سابقا في إطار الحرس الثوري، لكن الأوامر صدرت خلال الأسابيع الأخيرة إلى القوة البرّية للجيش الإيراني بإرسال مستشارين".
وكانت إيران, أكدت مؤخرا، أن وحدات من "القوات الخاصة البرية" مرابطة في سوريا, بصفة "مستشارين"، وأوضح المنسق بين وحدات سلاح البر في الجيش الإيراني أمير على آراسته، إنه تم إرسال "قوات استشارية مشاة، تابعة للواء 65 إلى سوريا، فضلاً عن وجود وحدات من القوات الخاصة في سلاح البر ترابط هناك".
وأضاف العميد بوردستان " كما تعلمون، نحن جنود في الدولة، ونتواجد بقوّة في أيّ مكان يرى النظام الإسلامي المصلحة فيه لتنفيذ المسؤولية المُلقاة علي عاتقنا،. لكن في هذا السياق، علي أن أوضّح أنّ تواجد القوّات البرّية للجيش الإيراني في سوريا ليس تواجدا قتاليا لوحدة كاملة، والسبب أنّنا لا نعتبر (داعش) العدو الأساسي لنا، فـ(داعش) ذو حجم ضئيل لذلك لانرى ضرورة لإرسال وحدة خاصّة من قواتنا إلي هناك".
وتابع بوردستان إننا " أوفدنا مستشارين ليستفيدوا من الظروف العملية والتدريبية إلي جانب العمليات العسكرية المستمرّة، إضافة إلى رفع مستوي القدرات الخاصّة بالعمليات العسكرية للقوّة البرّية من أجل مواجهة العدو الأصلي المتمثّل بأميركا دون أدني شكّ".
وحول تغيير مهمة المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا, قال بوردستان أن "وقف إطلاق النار في الوقت الراهن، ما هو إلا صوري وظاهري فقط، فنحن لانلمس وقفاً شاملاً لإطلاق النار، والسبب أنّ المجموعتين (داعش) و (جبهة النصرة)، إنفصلتا عن عملية وقف إطلاق النار، وهما ليستا ضمن الإتّفاق, لذلك، نري هاتين المجموعتين تمارسان اعتداءاتهما في جنوب وشمال سوريا، ولهذا السبب فأنّ مهمّة مستشارينا المتواجدين هناك مستمرّة بقوّة في جميع المجالات كالسابق".
وأعلنت إيران الشهر الماضي, أنها تخطط لإرسال "قوات خاصة وقناصين" إلى سوريا والعراق بصفة "مستشارين عسكريين", لمساعدة حكومتي البلدين في القضاء على "المجموعات الإرهابية".
وأوضح بوردستان أن "التنسيق بين إيران و روسيا الإتّحادية مستمرّ بقوّته كما كان سابقا, فانسحاب عدد من القوّات الروسية من سوريا لايعني ترك الدعم اللوجستي والسبب لأنّ الطائرات الحربية الروسية قادرة على تنفيذ مهماتها انطلاقا من الأجواء الروسية وتقديم الدعم للوحدات البرّية السورية , وإذا ما احتاجت العمليات لدعم مباشر جديد، فانّ تلك القوّات علي أهبة الاستعداد للتحرّك من روسيا والعودة إلى مواقعها في غرب سوريا و الاستقرار فيها ودعم وحدات الجيش السوري البرّية".
و أضاف " بالتأكيد يتمّ التنسيق الضروري، والسبب أنّ الدعم اللوجستي للعمليات يتطلب التنسيق بين جميع الوحدات، بمعنى أنّه إذا ما تقرّر القيام بأيّ عملية برّية، يجب أن يكون الدعم الجوّي متناسباً مع حركة القوّات البرّية، كما أنّ الأهداف التي يريد سلاح الجوّ قصفها يجب أن تُحدّد من قبل وحدات القوّة البرّية, لذلك فإن التنسيق بين الجيش السوري والجيش الروسي والمستشارين الإيرانيين حاضر في جميع المكوّنات والعناصر".
وساعد التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في سوريا أيلول الماضي على تحويل دفة الحرب لصالح الجيش النظامي بعد أشهر من مكاسب حققتها فصائل معارضة خاصة في ريفي اللاذقية وحلب بعد ظهور أسلحة متقدمة بايدي معارضين يعتقد انها إمدادات عسكرية غربية ومن دول عربية، بينها صواريخ أمريكية الصنع مضادة للدبابات، إلا أن روسيا أوضحت أن قرارها بسحب جزئي لقواتها من سوريا ليس للضغط على الأسد أو أنه قد يسهم في إضعافه.
ويشارك عناصر من الحرس الثوري الإيراني الى جانب الجيش النظامي في المعارك التي يخوضها، ضد فصائل المعارضة السورية، حيث أعلن "الباسيج" مرات عدة عن مقتل عناصر له في سوريا، آخرها كان يوم الأحد حين أعلن عن مقتل اثنين من مستشاريه العسكريين في حلب .
سيريانيوز