الأسد: حل الأزمة سينتهي خلال عام إذا توقف تدفق الإرهابيين ودعمهم

قال الرئيس بشار الأسد, يوم الخميس,"إذا اتخذت البلدان المسؤولة التدابير اللازمة لوقف تدفق الإرهابيين والدعم اللوجستي أستطيع أن أضمن أن حل الازمة سينتهي خلال أقل من عام واحد", متهما الدول الغربية بعدم التعامل مع الإرهاب بـ"واقعية".

" طالما أراد السوريون أن يظل هذا الرئيس أو أي رئيس آخر في سلطة فإنه سيبقى.. والدول الغربية لم تتعامل مع الارهاب بواقعية"

قال الرئيس بشار الأسد, يوم الخميس,"إذا اتخذت البلدان المسؤولة التدابير اللازمة لوقف تدفق الإرهابيين والدعم اللوجستي أستطيع أن أضمن أن حل الازمة سينتهي خلال أقل من عام واحد", متهما الدول الغربية بعدم التعامل مع الإرهاب بـ"واقعية".

وقال الاسد " في لقاء مع القناة الثانية للتلفزيون الهولندي "إذا اتخذت البلدان المسؤولة التدابير اللازمة لوقف تدفق الإرهابيين والدعم اللوجستي أستطيع أن أضمن أن الأمر سينتهي خلال أقل من عام واحد", مضيفا أن "المشكلة هي أنهم مازالوا يدعمون الإرهابيين وبشكل يومي ومتزايد من أجل إحداث المزيد من الفوضى ووضع العقبات أمام أي حل.. لأن الحل الذي يريدونه.. ما يسمونه حلا سياسيا.. ينبغي أن ينتهي بتغيير هذه الدولة والتخلص من هذا الرئيس أو الإطاحة به.. وما إلى ذلك.. لهذا السبب فإن الأزمة ستستمر".

وأشار الأسد الى أنه "إذا كانوا جادّين في حلّ المشكلة في سوريا على مسؤولي أوروبا بدلا من إلقاء المواعظ أن يوقفوا تدفق الإرهابيين عبر تركيا"، لافتاً الى أن "تركيا هي المفتاح اللوجستي للإرهابيين، كما أن السعودية تُشكل مفتاحاً آخر بأموالها وأيديولوجيّتها".

وتابع الاسد انه "لا أحد يستطيع محاربة الإرهاب دون وجود قوات على الأرض ودون حاضنة حقيقية، حاضنة اجتماعية تدعمك في حربك ضد أولئك الإرهابيين"، موضحاً أن "العديد من مسؤولي أوروبا باعوا قيمهم بالبترودولار وسمحوا للوهّابية السعودية بدفع الأموال وجلب إيديولوجيا التطرف لبلدانهم".

وفي نفس السياق, قال الأسد أنه "من الطبيعي أن يأتي الجهاديين الأوروبيين إلينا عندما تكون هناك فوضى.. وعندما تم تحويل سوريا إلى مرتع للإرهاب لأن أوروبا وتركيا والسعودية وقطر ودولا أخرى دعمت الإرهابيين بطرق مختلفة", متهما الدول الغربية بعدم التعامل مع الإرهاب بـ"واقعية"

واوضح الاسد انه "عندها ستكون هناك فوضى بالطبع.. وسيصبح البلد بؤرة إرهاب.. فمن الطبيعي أن تجتذب هذه التربة الخصبة الإرهابيين من سائر أنحاء العالم, لكن السؤال هو.. لماذا كانوا موجودين في أوروبا… أنتم لم تتعاملوا مع الإرهاب بطريقة واقعية".

ويقاتل في سوريا ضد الجيش النظامي كتائب تابعة للجيش الحر, وأخرى تابعة للقاعدة مثل "جبهة النصرة", و"الدولة الإسلامية", والمدرجتين على لوائح الإرهاب العالمية, ومقاتلين متشددين من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية، كما يقاتل إلى جانب الجيش النظامي مقاتلين عراقيين وعناصر من "حزب الله" اللبناني.

وفيما يخص دعوات دول غربية لرحيله عن السلطة, قال الأسد أنه "طالما أراد السوريون أن يظل هذا الرئيس أو أي رئيس آخر في سلطة فإنه سيبقى, وبالتالي فأن يقولوا أن على الرئيس الرحيل الآن أو بعد ستة أشهر أو ست سنوات, فإن هذا ليس من شأنهم بكل بساطة".

وتابع الأسد "ساخرا" شكراً لهم لقولهم هذا.. لقد كنت أحزم أمتعتي وأحضر نفسي للرحيل.. أما الآن فيمكنني أن أبقى.. إننا لا نكترث لما يقولونه.. إنهم يقولون الشيء نفسه منذ أربع سنوات.. هل تغير شيء فيما يتعلق بهذه القضية… لم يتغير شيء.. إذا.. هذه قضية سورية, وسواء كان المتحدث أوباما أو الولايات المتحدة, أو أوروبا أو أي بلد آخر, فإننا لا نكترث لذلك.

وتشدد دول غربية على الحل السياسي للازمة السورية ومحاربة الإرهاب, إلا أن قضية الأسد تبقى موضع جدل, حيث تحول الموقف الغربي خاصة مؤخرا من المطالبة برحيل الأسد فورا إلى قبول بقائه حتى بدء مرحلة انتقالية وتحول سياسي يفضي لرحيله, في حين تبدي روسيا موافقة على إجراء انتقال سياسي في سوريا إلا أنها لا تفترض رحيلا موجبا للأسد بمقتضاه، معتبرة موضوع رحيله أمر يقرره الشعب السوري.

وعما اذا كان رحيل الاسد يساعد في المفاوضات للتوصل الى السلام قال الاسد "ليست هذه هي القضية.. ذلك يعتمد على المشكلة القائمة في سورية.. ولها وجوه متعددة.. ما العلاقة بين وجود هذا الرئيس أو أي رئيس آخر في السلطة وقدوم “داعش” و”جبهة النصرة” والقاعدة وجميع الإرهابيين إلى سورية للقتل وقطع الرؤوس.. ليست هناك أي علاقة.. كل هذا يهدف إلى تضليل الرأي العام والقول إن المشكلة في سورية تتمثل في الرئيس".

وتابع الرئيس الاسد "يريدون القول.. من الأكثر أهمية الرئيس أم البلد… وبالطبع فإن الجواب هو البلد.. وبالتالي.. على الرئيس الرحيل.. هذا هو السؤال الذي يحاولون ترويجه.. المعادلة الوحيدة بالنسبة للرئيس هي الرأي العام في بلده.. كما في أي بلد آخر.. عدا عن ذلك.. إذا كانوا جادين في حل المشكلة في سورية بدلاً من أن يحاول كل مسؤول أوروبي أن يلقي مواعظ قد تكون أكثر ملاءمة للكنائس والجوامع.. وليس للسياسيين.. فعليهم أن يعملوا على وقف تدفق الإرهابيين والأموال والدعم اللوجستي والأسلحة عبر تركيا.. هذا ما ينبغي أن يفعلوه".

وشهدت الآونة الأخيرة حراكا سياسيا دبلوماسيا من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية، حيث احتضنت باريس الاثنين الماضي اجتماعا لوزراء خارجية دول غربية وعربية بشأن سورية, وذلك بعد أيام من عقد اجتماع في الرياض، شاركت فيه أطياف من المعارضة السورية، حيث خرج ببيان ختامي نص على تشكيل وفد مفاوض يضم نحو 25 شخصا تحت اسم "الهيئة العليا للتفاوض" مع الحكومة السورية, مطالبا بضرورة مغادرة الرئيس بشار الأسد سدة الحكم في بداية فترة انتقالية, في حين أنه من المقرر أن عقد اجتماع دولي في 18 كانون الأول الجاري, في مدينة نيويورك لحل الأزمة السورية.

كما عقد جولتي محادثات في فيينا, بمشاركة العديد من الدول بينها إيران وروسيا والولايات المتحدة والسعودية, دون حضور أي طرف سوري سواء من المعارضة أو النظام, واتفق المشاركون في اجتماع فيينا الثاني في منتصف شهر تشرين الثاني الماضي على عملية سياسية تفضي إلى انتخابات في سوريا خلال عامين, وإجراء محادثات رسمية بين الحكومة والمعارضة بحلول مطلع العام المقبل، دون التوصل لاتفاق حول مصير الأسد.

ويأتي ذلك في وقت يشن فيه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية منذ شهر أيلول 2014, على مواقع تابعة لداعش في عدة مناطق سورية, بالتزامن مع شن روسيا, عمليات عسكرية في سوريا, منذ 30 أيلول الماضي, في وقت وسعت فرنسا مشاركتها بالحلف, كما وافق البرلمان الألماني على مشاركة ألمانيا في الحملة العسكرية ضد التنظيم في سوريا, في خطوة مماثلة وافق عليها مجلس العموم البريطاني, في حين أعلنت السعودية مؤخرا تشكيل تحالف إسلامي عسكري مؤلف من 34 دولة لمحاربة الإرهاب مقره الرياض.

سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close