الأخبار المحلية
الصليب الاحمر يحمل النظام مسؤولية عرقلة ادخال المساعدات الى داريا: ارجعونا من اخر نقطة حكومية
انتظرنا 7 ساعات على مشارف المدينة دون جدوى.. لكن سنحاول مجددا
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم الجمعة، إن قافلة المساعدات التي كانت متجهة لمدينة داريا عادت أدراجها بعد الوصول إلى آخر نقطة تفتيش لقوات النظامي، رغم الحصول على موافقة مسبقة.
وقالت اللجنة في تغريدات عبر حسابها على "تويتر" أردنا بشدة الوصول لأهل داريا, لتخفيف معاناتهم التي تفاقمت, لكننا لن نيأس وسنحاول مرة أخرى برغم أي صعوبات".
وأضافت "انتظرنا 7 ساعات لإدخال المساعدات لأهل داريا, وتم رفض دخولنا، لكن هذه الساعات لا تقارن ب 4 سنوات انتظرها أهل المدينة بدون مساعدات".
وكانت اللجنة الدولية لـ"الصليب الأحمر"، أعلنت يوم الخميس، أن بلدة داريا المحاصرة في الغوطة الغربية بريف دمشق، ستستلم للمرة الأولى منذ أربعة أعوام مساعدات دولية.
كما قال الممثل المقيم للأمم المتحدة في سورية ومنسق الشؤون الإنسانية يعقوب الحلو، في بيان صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، "لقد كانت داريا مسرحاً لقتال لا هوادة فيه لأكثر من ثلاث سنوات ونصف، ونعلم أن الوضع بائسٌ هناك"، مضيفاً "يحتاج المدنيون المحاصرون إلى المساعدات الإنسانية، وكنا نأمل أن يشكل إيصال المساعدات المنقذة للحياة خطوةً أولى تبشّر بالسماح بإدخال المزيد منها، وتواصل الأمم المتحدة دعوتها جميع الأطراف من أجل رفع الحصار على المدنيين في سورية."
واحتوت القافلة على إمدادات طبية أساسية للمركز الصحي في البلدة ومواد تغذية للأطفال ومواد للنظافة، بالإضافة إلى أنها كانت ستقود حملة تطعيم للأطفال دون سن الثانية عشرة.
وتعتبر تلك القافلة، في حال وصلت، أول قافلة مشتركة تصل إلى داريا المحاصرة منذ تشرين الثاني عام 2012.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسمه استيفان دوغريك، في وقت متأخر من يوم الخميس إن الشروط التي وضعها النظام لدخول القافلة "غير مقبولة، وتتعارض مع الضمانات المتوافق عليها سابقاً"، مشيرا ً إلى أنه تم منع القافلة "بسبب احتوائها على إمدادات طبية وغذائية".
من جهتها قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان جاسر "إن المجتمع المحلي في داريا يحتاج إلى كل شيء، ومن المؤسف أن تتعرض المساعدات الأساسية التي كنا سنوصلها اليوم لتأخير لا داعي له. ينبغي لنا ايصال المساعدات الإنسانية بسلاسة وأمان.".
وتابعت جاسر "يجب توفير الحد الأدنى من شروط العمل الإنساني المستقل في سوريا، والتي لم تتحقق اليوم. وإننا نحثّ جميع الأطراف المسؤولة منحنا على الفور إمكانية الوصول إلى المجتمعات المحلية المحتاجة".
وكان منسق "شؤون الإغاثة الطارئة" في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين قال في، نيسان الماضي, أن الوضع الإنساني في البلدة "سيئ للغاية" في ظل نقصٍ حادٍ في الأغذية والأدوية، مشيرا إلى أن الجهود مستمرة "للضغط على السلطات السورية من دون كلل، للوصول إلى داريا بشكل آمن".
وقام وفد أممي، في 16 نيسان الماضي, بزيارة إلى مدينة داريا المحاصرة بريف دمشق لأول مرة منذ نحو 4 سنوات، وذلك بهدف "معاينة الواقع الإنساني"، دون إدخال أية مساعدات معهم، حيث اعتبرت الزيارة الأممية الأولى إلى داريا منذ شهر حزيران 2012 ، وفقا لمصادر معارضة، كما لم تدخل المدينة أية مساعدات إنسانية منذ بدء الحصار الذي تفرضه عليها قوات الجيش النظامي.
وتعاني مدينة داريا من تدهور في الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار، وتم تسجيل العديد من حالات وفاة وإعياء وهزال خصوصا بين الأطفال والمسنين بسبب نقص الدواء والغذاء، ورغم دخول هدنة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي، إلا أن النظام لم يوقف هجماته ضد المدينة، إذ أنه يقول إن الهدنة لا تشمل داريا لأن "جبهة النصرة" متواجدة فيها.
وتعد مدينة داريا معقلا لفصائل مقاتلة، من بينها "جبهة النصرة" في الغوطة الغربية لدمشق، ويحاول الجيش النظامي منذ 4 سنوات فرض سيطرته عليها، خاصة أنها لا تبعد عن مدينة دمشق إلا مسافة 2 كيلومتر، من خلال القصف المتواصل وشن المعارك بمحيطها سعيا لاختراقها، وسط مقاومة شرسة من الفصائل المقاتلة.
سيريانيوز