لماذا نغير التوقيت في فصل الصيف .. حقائق مثيرة ..؟

27.03.2016 | 14:07

عاد التوقيت الصيفي واصبح اليوم اطول بعد ان غير ساكنوا نصف الكرة الشمالية ساعاتهم، لكن الجميع يتسائل لماذا نغير الساعات مرتين في السنة ومن اين بدات فكرتها، للاجابة على هذه الاسئلة نشرت "التليغراف" موضوعا يعرفنا على تاريخ تغيير التوقيت.

 

ما هو التوقيت الصيفي؟

التوقيت الصيفي هو تقديم التوقيت ساعة واحدة، في المناطق التي تطبق هذا التوقيت، وذلك بتقديم توقيتها في الربيع ساعة واحدة، واعادتها ساعة واحدة الى ما كانت عليه في الخريف.

 

التوقيت الصيفي: فكرة من كانت؟

كتب السفير الامريكي بينجامين فرانكلين في فرنسا عام 1784، مقالا بعنوان "مشروع اقتصادي لتقليص تكلفة الانارة"، وقدمها لصحيفة باريس عام 1784، خلال فترة توليه منصب السفير فيها والتي دامت تسع سنوات.

اقترح في المقال امكانية الفرنسيين تخفيض استخدامهم للشموع، اذا نهضوا من السرير باكرا واستفادوا من ضوء النهار الطبيعي بدل استهلاك الشموع.

ايضا قدم وليم ويليت فكرة التوقيت الصيفي البريطاني عام 1907، اذ كات تواقا لمنع الناس من هدر ساعات ضوء النهار خلال الصيف، فنشر كتيبا بعنوان "هدر ضوء النهار"، في محاولة لاخراج الناس من اسرّتهم بوقت ابكر، وذلك عن طريق تغيير توقيت البلاد.

                                                 

واقترح ويليت تاخير وتقديم الساعة 80 دقيقة في السنة، وذلك بتقديم 20 دقيقة في كل يوم سبت من شهر نيسان، واعادة هذه الـ 20 دقيقة في كل يوم احد من شهر ايلول، اي ثماني تغييرات في السنة. وامضى ويليت بقية حياته يحاول اقناع الناس بان مقترحه ذو جدوى.

 

ما هو سبب تغيير التوقيت؟

دافع مؤيدو اقتراح تغيير التوقيت عن الفكرة، بانها من الممكن ان تقلل استهلاك الفحم المحلي، وزيادة امدادات التصنيع والمجهود الحربي اثناء الحرب العالمية الاولى.

لكن الفكرة لم تكن جديدة، ففي عام 1895 جاء بالفكرة عالم الحشرات النيوزيلندي جورج فيرنون، وقدمها لجمعية "ويلينغتون الفلسفية"، ووضع فيها الخطوط العريضة للجدول الصيفي والذي تم تجربتها بنجاح في البلاد عام 1927.

 

                                                 

 

الذكرى المئوية في نيسان 2016

اعتمد الالمان في 30 نيسان عام 1916 خطة وليم ويليت لتغيير التوقيت، للاسف بعد عام واحد من وفاته بالانفلونزا، وتم تقديم الساعة في الـ 11 مساءا، تبعتها بريطانيا بعد شهر في 21 ايار، على الرغم من انهم كانوا يتحاربون ضد بعضهم البعض في الحرب العالمية الاولى، الا ان اي نظام بامكانه ان يخفف الضغط عن الاقتصاد كان جديرا بالمحاولة حتى لو كان تغيير الساعات.

وبسرعة صدر قانون التوقيت الصيفي في بريطانيا لعام 1916 من قبل البرلمان، وانتشر الخبر على نطاق واسع في الصحافة، معلنا 21 ايار 1916 اليوم الاول في التوقيت الصيفي.

 

                                               

على الرغم من شيوع ان المانيا هي البلد الاول الذي نفذ نظام التوقيت الصيفي، الا ان اونتاريو في كندا كانت السباقة في ذلك وطبقته عام 1908.

 

من هي الدول التي تطبق نظام التوقيت الصيفي

العديد من الدول في نصف الكرة الشمالي يعتمدون التوقيت الصيفي ولكن ليس الكل، بينما في نصف الكرة الجنوبي تبدا الدول التوقيت الصيفي بين ايلول وتشرين الثاني وتنتهيه بين اذار ونيسان.  

 

                 

 

هل تغيير التوقيت كان دائما ساعة واحدة؟

اليوم يتم تعديل الساعة بتقديمها او تاخيرها 60 دقيقة، لكن على مر التاريخ كانت هناك دائما اختلافات في الوقت الذي يتم تقديمه وتاخيره، فاحيانا كان التعديل نصف ساعة، كالذي استخد في النصف الاول من القرن العشرين في نيوزيلندا واستراليا، او ساعتان مثلما كان يطبق في العديد من الدول في اربعينات القرن العشرين، او كان التعديل 20 او 40 دقيقة.

في 1940، وخلال الحرب العالمية الثانية، لم يكن يتم تاخير التوقيت ساعة في نهاية التوقيت الصيفي، لكن في السنوات اللاحقة استمر تقديم التوقيت ساعة واحدة كل ربيع وتاخيرها ساعة كل خريف حتى تموز 1945.

خلال فصول الصيف في هذه الفترة، ولذلك، كانت بريطانيا متقدمة على توقيت غرينتش بساعتين، وتعمل على التوقيت الصيفي البريطاني المزدوج. لكن تم اعادة التوقيت في بريطانيا بحسب غرينتش نهاية صيف 1945.

 لكن بسبب النقص الحاد في الوقود عام 1947، تم تقديم الساعة 60 دقيقة مرتين خلال الربيع، واعادتها مرتين خلال الخريف، وهذا يعني ان بريطانيا عادت في عام 1947 للتوقيت الصيفي البريطاني المزدوج.

 

الجدل حول الغاء التوقيت الصيفي

الاشخاص المعارضين لتغيير التوقيت ينتقدون بسبب عدم وجود دليل على توفيره للطاقة، بينما على العكس هناك خطورة ممكنة على حياة الناس صحية، اذ يدعي النقاد ان الصباحات المعتمة خطرة على الاطفال الذاهبين الى مدارسهم مشيا على الاقدام، كما ان ادعاء حفظ الطاقة غير محققة في حال شغّل الناس المراوح واجهزة التكييف خلال الامسيات الدافئة غير المعتمة.

وفي عام 2011 نشر استفتاء في بريطانيا حول تغيير التوقيت اجرته شركة YouGov، كان نتيجته 53% من البريطانيين مع تقديم التوقيت ساعة بشكل دائم، بينما 32& منهم كان معارضا للتغيير.

 

لماذا علينا العمل بالتوقيت الصيفي

كان هناك العديد من التجارب المختلفة على مدى عقود من الزمن، من التوقيت الصيفي المزدوج (GMT +2) خلال الحرب العالمية الثانية، وصولا الى  الى التوقيت البريطاني الصيفي الدائم (GMT +1) في اواخر عام 1960، لكن النظام الحالي لتغيير الساعات في نهاية اذار وتشرين الاول معمول به منذ عام 1972.

المؤيدون للفكرة يقولون بانها سوف تحد من الحوادث المرورية، وتوفر الطاقة، وتعزز السياحة كما انها ستشجع الناس على ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق.

وقدر القائمين على لعبة الغولف في الثمانينات، ان تطبيق التوقيت الصيفي لشهر اضافي واحد ستزيد من دخلها الى ما يزيد عن 400 مليون دولار سنويا لزيادة المبيعات.

ويقول الكاتب دايفد بريراو، في كتابه عن التوقيت الصيفي، بأنه "يؤثر في كل شي ابتداءا من الارهاب في الشرق الاوسط الى الاقبال على امسيات الموسيقى في لندن، جرائم الشوارع ، البستنة وايضا ايرادات محطات الراديو".

 

سيريانيوز