حذرت منظمة "الصحة العالمية", من ازدياد خطر تفشي الأمراض بين المدنيين في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق, بسبب نقص الأدوية و الخدمات الصحية الناتج عن الحصار المفروض على المنطقة, وتصاعد وتيرة العنف, مبدية استعدادها لتلبية الاحتياجات الصحية.
وذكرت المنظمة, في تقرير لها, نشر عبر موقعها الالكتروني, انه "بالرغم من تصاعد وتيرة العنف والاحتياجات الإنسانية المتزايدة في الغوطة، هناك من يمنع دخول الأدوية والمعدات الطبية المنقذة للحياة والمستلزمات الجراحية إلى المنطقة".
وحذرت المنظمة من ازدياد خطر حدوث فاشيات الأمراض، مثل أمراض الإسهال والتيفود والتهاب الكبد، جرَّاء نقص الخدمات الصحية الأساسية فضلاً عن قلة إمدادات الكهرباء ومياه الشرب المأمونة وخدمات الإصحاح الأساسية".
وسبق ان حذرت المنظمة من تدهور الوضع الصحي في الغوطة , معقل الفصائل المعارضة المسلحة, داعية الى ادخال مساعدات طبية اليها.
وأضافت المنظمة انه "لم تعد تُسيَّر بانتظامٍ قوافل مشتركة بين الوكالات إلى المنطقة، ولم تكن المساعدات التي قدَّمتها هذه القوافل كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة ".
وتوصل مركز المصالحة الروسي, يوم الجمعة, لاتفاق مع المعارضة المسلحة, حول إرسال قافلة إنسانية أممية جديدة إلى الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق.
ودخلت أواخر الشهر الماضي قوافل مساعدات إنسانية لآلاف الأهالي في كفربطنا وسقبا بالغوطة الشرقية, حيث تعد القافلة الأولى التي تدخل منذ أيلول إلى مناطق في الغوطة ، قبل أن يتدهور الوضع الإنساني جراء ندرة المواد الغذائية والطبية, في ظل العمليات العسكرية من قصف ومعارك.
ثم بعد ذلك ادخلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والامم المتحدة, في 13 الجاري, شاحنات تتضمن مساعدات إنسانية إلى منطقة الغوطة الشرقية .
وتأتي المساعدات بعد تصاعد الحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المناهضة للحصار الذي تشهده الغوطة, وسط مطالبات بانهاء معاناة المحاصرين وإدخال مساعدات للمنطقة.
وقالت ممثلة المنظمة في سوريا إليزابيث هوف إن "الحاجة ماسّة إلى مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الغوطة الشرقية، وإن عمليات الإجلاء الطبي للمرضى ذوي الحالات الحرجة قد تأخرت كثيرا".
وأضافت أن «الإمدادات الصحية المنقذة للحياة متوافرة، وأن منظمة الصحة العالمية وشركاءها على أهبة الاستعداد لتلبية الاحتياجات الصحية متى سنحت لهم فرصة الوصول إلى الغوطة الشرقية».
وتشهد الغوطة الشرقية, ,والتي يقطنها نحو 500 ألف نسمة حصارا من قوات النظام منذ أعوام, ما أدى إلى نقص بالغذاء والدواء، وسط تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية فيها، إضافة إلى عمليات القصف و الاشتباكات على أطرافها.
وتخضع بلدات الغوطة, التي تعاني من الحصار منذ 4 سنوات, لسيطرة عدة فصائل معارضة أبرزها "جيش الإسلام", "فيلق الرحمن", طوال معظم فترات الصراع .
ومنطقة الغوطة الشرقية مشمولة ضمن مناطق خفض التوتر بموجب اتفاق تم التوصل إليه خلال اجتماع استانا في ايلول الماضي.
سيريانيوز