قالت الخارجية الأمريكية، مساء يوم السبت، إن الولايات المتحدة تعمل على "مبادرات محددة" للحد من العنف في سوريا واستعادة الهدنة، مشيرة إلى أن وقف إراقة الدماء في حلب "أولوية قصوى".
وذكر المتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكية جون كيربي، في بيان، أن الوزير جون كيري أجرى خلال اليومين الماضيين اتصالات مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا ومنسق "هيئة التفاوض" المعارضة، رياض حجاب، حيث أوضح كيري خلال الاتصالين أن الولايات المتحدة تريد أن تمارس روسيا ضغوطا على النظام السوري لجعله يوقف "الهجمات الجوية العشوائية" على حلب.
وأضاف كيربي أنه "في المكالمتين، شدد الوزير على أن الجهود الأولية لإعادة التأكيد على وقف العمليات العدائية في اللاذقية والغوطة الشرقية ليست مقصورة على هاتين المنطقتين وأن المساعي الرامية لتجديد الوقف لا بد وأن تشمل حلب".
وأوضح المتحدث، وفق البيان، "نعمل على مبادرات محددة لإنهاء تصعيد القتال المتزايد ونزع فتيل التوتر، ونأمل في تحقيق تقدم ملموس بشأن هذه المبادرات قريبا".
وأكد كيربي أن كيري أوضح لدي ميستورا وحجاب أن "إنهاء العنف في حلب والعودة، في نهاية المطاف، إلى وقف دائم وشامل أولوية قصوى".
ويتواصل القصف الذي تتعرض له حلب، رغم بدء سريان اتفاق "التهدئة" شمالي اللاذقية وضواحي دمشق, منذ منتصف ليل الجمعة- السبت, بيد أنه لا يشمل حلب.
وتشهد مدينة حلب تصعيداً عسكرياً متزايداً منذ 10 أيام، وصل خلال الأيام الأخيرة إلى تبادل قصف يومي، أوقع أكثر من 130 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى، وسط اتهامات للنظام وروسيا بالمسؤولية عن ذلك.
وأوضح المتحدث أن كيري دعا روسيا لوقف "الخروقات التي يرتكبها النظام في سوريا"، مشيرًا أنهم "سيعملون مع المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل وقف الاشتباكات، وذلك في زيارته القادمة لجنيف".
ولفت إلى أن كيري أعرب عن "قلقه الشديد تجاه القصف الذي يشنه النظام على الأطراف المشاركة في وقف إطلاق النار، تحت ذريعة استهدافه لجبهة النصرة".
ويأتي ذلك بعدما كان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قال أمس السبت, ان بلاده لا تريد ممارسة "الضغوطات" على النظام لوقف عمليات القصف في حلب, بناء على طلب "هيئة التفاوض" المعارضة, مبررا ذلك بأنه "مايجري في حلب يدخل ضمن إطار مكافحة التهديد الإرهابي".
وأشار إلى أن "كيري سيجري الأحد والاثنين مشاورات مع دي ميستورا ونظيريه السعودي عادل الجبير والأردني ناصر جودة, وسيحيي الجهود لوقف الأعمال القتالية في كل الأراضي السورية، لتتمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المناطق المحاصرة بموجب التزامات الحكومة السورية، ولدعم الانتقال السياسي في البلاد".
ومن المقرر أن يصل كيري إلى جنيف الأحد لبحث الموقف في سوريا، حيث يسعى إلى "تثبيت وقف إطلاق النار".
وتزايدت في الآونة الأخيرة المطالبات الدولية بضبط النفس ووقف تصعيد الهجمات والخروقات، في وقت تمر فيه "الهدنة" بمرحلة "انهيار وشيك" مع تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.
سيريانيوز