حذر رئيس "هيئة التفاوض" المعارضة نصر الحريري من تبعات التحرك العسكري في حال شنه الجيش النظامي على جنوب سوريا، كاشفاً عن مساع تجريها الهيئة بهدف الحفاظ على اتفاقية "خفض التصعيد" في المنطقة.
واوضح الحريري، في تصريحات لصحيفة (الشرق الاوسط)، اننا حريصين ألا تتم في جنوب سوريا عمليات عسكرية جديدة، وهناك تحرك دولي مستمر، سواء مع الدول الضامنة أو الدول الصديقة أو المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، من أجل تثبيت وقف النار ومناطق خفض التصعيد".
وجاء ذلك في وقت اعلنت الحكومة الاردنية عن اتفاق مع واشنطن وموسكو على ضرورة الحفاظ على منطقة "عدم التصعيد" بجنوب سوريا التي أقيمت العام الماضي.
وكانت صحيفة (الشرق الاوسط) نقلت عن دبلوماسيين غربيين، عن اتصالات أمريكية مكثفة لدفع روسيا للالتزام اتفاقية "خفض التصعيد" في جنوب سوريا ومنع القوات النظامية وايران من التقدم في المنطقة.
واتهم الحريري النظام السوري والدول التي تدعمه "بعدم احترام تلك الاتفاقيات، وخرقها عبر ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
واشار الحريري الى ان "المعلومات المتوفرة تفيد بأن إيران والنظام السوري لديهما مصلحة للقيام بعملية عسكرية جنوب سوريا، كونهما يعولان على الحل العسكري".
وحذر من ان تلك التحركات العسكرية "تقوض الاتفاقية، وتؤدي لمزيد من القتل والتدمير وموجات نزوح وهجرة كبيرة تشكل عبئاً على «الهيئة» وعلى الأردن، كما أنها تؤثر على مسار الجهود العامة التي تبذل من أجل تفعيل الحل السياسي".
وسبق ان حذرت الخارجية الأمريكية من إجراءات "حازمة ومناسبة" في حال تم خرق إطلاق النار في "منطقة خفض التوتر" في الجنوب السوري مع توارد انباء عن قرب استعداد الجيش النظامي لإطلاق عملية عسكرية كبيرة في تلك المنطقة، حيث ردت المعارضة على ذلك واعلنت توحدها تحت مسمى "جيش الإنقاذ" في درعا والقنيطرة، فيما تشدد روسيا على تواجد الجيش السوري وحده عند حدود البلاد الجنوبية.
واضاف الحريري ان "الفصائل الموجودة في المنطقة الجنوبية التزمت بوقف النار ولا تزال، في حين أن الفصائل الموجودة في الشمال حاربت النظام والتنظيمات الإرهابية"، مشدداً على أن "التنظيمات الإرهابية لا تخدم القضية السورية، فـ«جبهة النصرة» تنظيم له علاقات وثيقة مع إيران وعلاقات وثيقة مع النظام السوري، وهي منفصلة تماماً عن «الجيش السوري الحر».
وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوب سوريا إحدى مناطق "خفض التصعيد" باتفاق أميركي - روسي - أردني في تموز الماضي.
واعتبر الحريري انه "لا يمكن الوصول لحل سياسي طالما أن إيران موجودة في الأراضي السورية، وتقاتل إلى جانب النظام»، مضيفاً أن "إيران تمددت في المنطقة، وطورت صواريخ باليستية، ولديها تدخلات مباشرة في سوريا".
وتعتبر ايران تواجد قواتها في سوريا امر شرعي، وجاء بطلب من دمشق، ولن تخرج منها، وذلك رداً على مطالبات دولية لاسيما اسرائيل و أميركا بإخراج القوات الإيرانية من سوريا.
وتقدم إيران الدعم للنظام السوري، بشكل عسكري وسياسي واقتصادي، حيث تتواجد قوات الحرس الثوري الإيراني دعما لمعارك الجيش النظامي، كما تدعم طهران مجموعات عدة تعمل في الميدان، وبعضها يعمل على حراسة المراقد الشيعية في سوريا.
سيريانيوز