قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الأربعاء، أن تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي يسيطر على شرق حلب ويحتجز سكانها كرهائن، مؤكدا أن موسكو تبحث عن حل للأزمة بالتعاون مع واشنطن ودول المنطقة.
واضاف لافروف خلال لقائه مع الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولس، "نسعى على مدى أشهر عدة لإيجاد حل للأزمة في مدينة حلب. وكانت هناك اتفاقات روسية أمريكية بهذا الشأن، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منها في الواقع".
وكانت موسكو أطلقت في 20 تشرين الأول الماضي هدنة انسانية في حلب، لكن الأمم المتحدة اكدت خلال فترة الهدنة ان الممرات الانسانية لم تشهد أي حركة، في وقت وجهت فيه موسكو اتهاماً لفصائل معارضة بمنع المدنيين من مغادرة الأحياء الشرقية واستخدامهم كرهائن.
وأشار الوزير الروسي إلى أن موسكو تواصل جهودها بالتعاون مع "الأمريكيين وممثلي السعودية وقطر وتركيا وتبحث عن إمكانيات لحل هذه الأزمة".
وتعتبر روسيا وأمريكا أبرز الأطراف الدولية الفاعلية في الأزمة السورية، في حين تمثل كل من السعودية وقطر وتركيا من أهم المؤثرين الإقليميين فيها، حيث تملك كل من تلك الدول تأثيراً معيناً على جماعة أو طرف من أطراف الصراع السوري، فضلا عن كونهم أعضاء في مجموعة دعم سوريا.
وأضاف الوزير الروسي، أن هؤلاء الذين في الواقع يشجعون المتطرفين ينتهكون قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا يريدون المفاوضات ويسعون فقط إلى إسقاط نظام الأسد، ويعيقون بدء العملية السياسية.
وقال لافروف إن الوضع سيكون مختلفا والتغير نحو الأفضل، لو نفذت قرارات مجلس الأمن الدولي حول التسوية السورية من قبل الجميع وبشكل شفاف ودقيق.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو لا تزال تنتظر من واشنطن تنفيذ التزاماتها الخاصة بفصل المعارضة عن الإرهابيين في سوريا، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن الذي اتخذ بعد مفاوضات طويلة في إطار مجموعة دعم سوريا، نص على إلزام كافة جماعات المعارضة التي تريد المشاركة في التسوية السياسية بضرورة قطع علاقاتها مع تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين والابتعاد عنهما.
واتهمت موسكو سابقاً واشنطن بمحاولة التنصل من الالتزام بتنفيذ اتفاق توصل اليه الجانبان في ايلول الماضي، حيث قالت إن الولايات المتحدة تستخدم "ساترا لغويا" لإخفاء عدم رغبتها في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بما في ذلك الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية.
من جهة أخرى، ذكّر لافروف بأن موسكو دعت في ذروة أحداث "الربيع العربي" إلى حل كافة المشاكل من خلال حوار سياسي شامل بين مختلف الطوائف في مصر وليبيا وسوريا وليس من خلال تغيير الأنظمة.
يشار الى روسيا تدعم العملية السياسية لإيجاد حل للأزمة السورية، وتعتبر قضية تنحي الرئيس أو بقاءه مسألة داخلية يقررها السوريين وحدهم، في وقت دعت فيه عدة دول أبرزها الولايات المتحدة الرئيس الأسد الى التنحي في مناسبات عدة سابقة.
وكانت آخر جولة من المفاوضات السورية السورية غير المباشرة في جنيف انتهت نيسان الماضي، إلا أنه لم يتحدد بعد موعداً لانطلاق الجولة القادمة, في ظل تناقضات في مواقف الاطراف الدولية حيال مايجري في سوريا, وتصاعد اعمال القصف في عدة مناطق لاسيما حلب.
سيريانيوز