في كل الاحوال الاجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية من شأنها ان تخفف من احتمال الاصابة بجائحة الكورونا، الفيروس الذي لم يدخل رسميا بعد الى سوريا رغم انتشاره في كل دول الجوار ومعظم بلدان العالم..
ومعظم القرارات التي اتخذت تهدف لتقليل التنقل والاجتماعات، من تعليق الدوام في المدارس وتعطيل القضاء، تخفيض عدد العاملين في الدولة وساعات الدوام تعليق الانشطة الرياضية والاجتماعية.. الخ
ما يهم.. ان الحالة الاقتصادية في سوريا لا تسمح للكثيرين بترف تنفيذ هذه القرارات، فالمواطن الذي يسعى ليؤمن معيشته يوما بيوم، ويبحث عن المتوفر بالسعر الاخفض وينخرط في طوابير متعددة غير منظمة ليحصل على كل شيء من البنزين الى الخبز.. ربما لا يتملك ترف الابتعاد عن التجمعات وابقاء نفسه بعيدا عن احتمال الاصابة بالمرض المرعب..
ومع عدم وجود امل بانفراجات قريبة تجعل المواد متوفرة ولا تحتاج الى التزاحم للحصول عليها، ظهرت بعض المقترحات في بذل جهود لتنظيم الطوابير والتخفيف من ظواهر التدافش والالتصاق وهذا امر هام من المفيد ان تصدر بعض القرارات التنظيمية بشأنه وتشارك الحكومة في التوعية بهذه القرارات في حال صدرت.
ايضا شكوى اتت لسيريانيوز حول موضوع البطاقة الذكية والازدحام الموجود للحصول عليها في المراكز المخصصة، وموضوع البصمة عند قطع البطاقة وادخال المعلومات.. الامر الذي يمكن ان يكون عاملا في نقل الفيروس وصعوبة تعقيم مكان البصمة مع كل استخدام.. خاصة وان قرارات مجلس الوزراء الاخيرة الغت موضوع البصمة في تسجيل دوام الموظفين في القطاع العام..
ورغم ان كل النشاطات التي رصدتها كاميرات وسائل الاعلام الرسمية من تعقيم وتنظيف ومحاولة ضبط المداخل الحدودية امر يستحق الثناء والتشجيع، ولكن مع الاسف فان مثل هذه الاجراءات لا يمكن ان تصل الى المعايير المطلوبة بين ليلة وضحاها، فكفاءة الاداء امر تراكمي ومكتسب والمعايير العالية في موضوع الخدمة العامة والمراقبة والرصد خاصة في الكوارث امر لا يتم فقط "بالشغف" او تحت ضغط "الخوف" او بدافع "الحماس"، بل هو عملية معقدة تستلزم الكثير من الوقت والجهد والتدريب..
لذلك ومع ان مثل هذه الجهود - في حال لم تكن فقط مشاهد تصور امام الكاميرات - يمكن ان تساعد، ولكن يبقى الاساس في محاصرة هذا المرض والتخفيف من اضراره هو جهود الفرد ذاته بقدر ما يتمتع من وعي ويجبر نفسه على سلوك منضبط وصارم في اتخاذ كل الحيطة اللازمة ضمن الامكانيات المتاحة لتفادي انتقال العدوى اليه ولعائلته..
واذا كان بامكاننا ان نناشد الحكومة للمساعدة في ضبط سلوك الافراد في الامكان التي يكون هناك ضرورة للتواجد بها لتأمين اساسيات الحياة اليومية وتنظيم هذه العملية، نناشد ايضا المواطنين ليتحلوا بالمسؤولية والوعي لحماية انفسهم وعائلاتهم من هذه الكارثة.. لان الفارق بين الموت والحياة هنا يمكن ان يكون لمسة يد..
سيريانيوز